في اجتماعها الأول مع زملائها في الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، فشلت المفوضة الأوروبية الجديدة لشئون التجارة كاثرين أشتون في إقناع النواب الأوروبيين بجدارتها، ففي ختام أول اختبار من الأسئلة والأجوبة أعرب عدد من النواب عن «خيبة أملهم» للأجوبة غير الدقيقة التي قدمتها. وكانت كاثرين أشتون أثارت مفاجأة لدي تعيينها في نوفمبر في منصب المفوضة الأوروبية العليا للشئون الخارجية وتعتبر حديثة العهد في هذا المجال، فاشتون كانت لا تزال غير معروفة عندما قررت الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اختيارها في منصب المفوضة الأوروبية للتجارة، هي نفسها أكدت أنها فوجئت لدي تعيينها في هذا المنصب. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد علق علي تعيينها قائلاً: «إنها عمالية وبريطانية وامرأة وكلها أمور تصب في مصلحتها». وأشتون كانت عبرت عن اتجاهاتها الدبلوماسية في مطلع ديسمبر عندما أعلنت أمام النواب الأوروبيين غداة توليها مهامها «أؤمن بالدبلوماسية البعيدة عن الأضواء»، وعلي ما يبدو أنها قررت منذ ذلك الوقت الامتناع عن اتخاذ موقف في أي من المسائل الرئيسية علي الساحة الدولية. وأشتون «53 سنة» متزوجة من بيتر كيلنر المعلق السياسي القريب من رئيس الوزرا ء السابق توني بلير ورئيس معهد استطلاعات الرأي يوجوف ورزقت منه بولدين. ولأشتون تاريخ طويل بدأته بعد انتهائها من دراسة الاقتصاد في جامعة لندن، حيث أصبحت أمينة صندوق حملة نزع الأسلحة النووية في ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت هذه المنظمة السلمية تناضل ضد قواعد حلف شمال الأطلسي في بريطانيا، وهي حقبة من حياتها انتقدها نواب أوروبيون بشدة لكنها أكدت أنها لم تتلق يوماً أموالاً من المعسكر السوفيتي. كما عملت أشتون لحساب مجموعات الضغط وكانت لست سنوات مديرة مجموعة «بيزنس إن ذي كوميونيتي» الخيرية التابعة لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الذي سعي إلي تعبئة الشركات من أجل أعمال اجتماعية، فيما تولت إدارة السلطات الصحية في منطقة هيرتفوردشر بين عامي 1998 و2001. وفي 1999 نالت بطلب من حزب العمال، لقب «بارونة أبهولاند أشتون» ودخلت بذلك مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني دون انتخاب، وبعد سنتين أصبحت سكرتيرة الدولة للتربية قبل أن تتولي مناصب مماثلة في الشئون الدستورية والقضاء. وعندما أصبح جوردن براون رئيساً للوزراء في يونيو 2007 عينها علي رأس مجلس اللوردات مكلفة بتسهيل تبني مشاريع القوانين الحكومية في المجلس، وفي 2008 أرسلها براون إلي بروكسل لتخلف بيتر مندلسون في منصب المفوضة الأوروبية للتجارة. وخلال عام في هذا المنصب حققت نتائج مرضية، إذ أبرم الاتحاد الأوروبي مع كوريا الجنوبية أهم اتفاق للتبادل الحر تم التفاوض حوله بينما أصبح الاتحاد علي وشك التوصل إلي اتفاق حول الملف الشائك الذي تمثله صادرات الموز إلي أمريكا اللاتينية.