فى الثامن والعشرين من مارس الماضي، فاجأت وزارة الصحة والسكان أكثر من 14 ألف صيدلى من دفعتى 2017 وفبراير 2018 باعتماد نتيجة حركة التكليف لهم، لينضموا إلى طابور العاملين فى تلك المهنة التى طالما كان حلمهم العمل فيها . وخلال ساعات قليلة من الإعلان، أضحى الحلم كابوسا، حيث كانت الطامة الكبرى التى أصابت العديد منهم بالعجز والإحباط، بسبب عدم مراعاة التكليفات للبعد الإنسانى وغربة الكثير منهم إلى محافظات بعيدة عن منازلهم التى ولدوا وعاشوا فيها .. سواء أكان التكليف لشاب أو فتاة باستثناء «الزوجة» فقط. وهنا هدد عدد منهم بعدم استلام تلك «الورقة»، التى تحمل العديد من الأحزان المستمرة لفرحة لم تدم إلا بضع ساعات من إعلان التكليف، الذى تأخر كثيرا بعد تخرجهم لنحو عامين. ووسط تلك الشجون، فتحت وزارة الصحة باب التظلمات أمس الأول ولمدة 15 يوما لتلقى طلبات من قادهم حظهم إلى التغريب فى مناطق نائية.. فهل تنجح التظلمات فى فتح باب أمل جديد لجيل وأجيال أخرى من الخريجين، أم أن الأمر سيظل على طريقة «أنت وحظك».. وتظل معاناة الخريحين مستمرة؟. وزارة الصحة والسكان أكدت فى بيان إعلان حركة التكليف، أنها حرصت خلال الحركة على استيعاب من تقدموا برغباتهم وعددهم 14606 صيادلة (عام وإكلينيكي)، وأن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وجهت بمراعاة البعد الاجتماعى للسيدات المتزوجات وتوزيعهم على محافظات سكنهم. كما أوضحت الدكتورة سحر حلمي، مدير عام إدارة التكليف بالوزارة، أنه تم فتح باب التظلمات أول أمس الخميس، ويستمر لمدة 15 يوما، حيث سيتم البت فى جميع التظلمات بعد غلق الموقع فى الموعد المشار إليه، وذلك طبقا للقرار الوزارى رقم (40) لسنة 2016. وقالت حلمى إن قبول التظلمات سيكون وفقا لشروط معينة، وهى الحالة الصحية للمكلف بعد إثباتها بقرار من المجالس الطبية المتخصصة، ويكون تكليف المتزوجات طبقا لسكن الزوج المثبت بقسيمة الزواج، أو أى من طرق الإثبات المعتمدة، بالإضافة إلى أحقية التظلم فى حالة مرض أحد الوالدين بأمراض تحتاج الإعالة بتقديم الشهادة الطبية المعتمدة، وبشرط أن يكون المكلف هو العائل الوحيد للأسرة. وفى السياق نفسه، أعلن الكثير من الصيادلة غضبهم من قرار التكليفات الصادرة من قبل الوزارة، واصفين إياها بأنها غير عادلة وظالمة لكثير منهم ، حيث تم تكليفهم فى محافظات نائية، على الرغم من احتياج بعض الأماكن فى محافظاتهم لهم، وقالوا: الأزمة مع وزارة الصحة لا تنتهى منذ تخرجنا وتأخرنا فى صدور قرار التكليف، مشيرين إلى أن الدكتورة وزيرة الصحة اصطدمت مع لجنة الصحة بالبرلمان منذ بضعة أشهر، بدعوى أنها لا تحتاج الخريجين من الصيادلة إلا نحو 3 آلاف فقط، وهو ما جعلنا نغضب و ندشن «هاشتاجات» على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تلك التصريحات من الوزيرة المسئولة عنا، والتى رأينا فى كلامها أنها تنتوى إلغاء التكليف، وهذا يعد مخالفا للقانون الذى كفل للصيادلة حق التكليف، بالعمل بعد عام من التخرج، وتم تدشين حملة باسم «تكليف صيدلة 2017» على مواقع التواصل. وأضاف عدد من الخريجين أن لجنة الصحة بالبرلمان استطاعت أن تضغط على وزارة الصحة لتكليفنا، ونجحت اللجنة فى ذلك، لكن الوزارة لم تعتمد الطريقة العادلة فى التوزيع. وفى الوقت نفسه، تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب بطلبات إحاطة لوزيرة الصحة حول تلك الأزمة التى أشعلتها الوزارة بين صفوف الصيادلة، وإعادة التوزيع من جديد ومراعاة الظروف الاجتماعية والإنسانية لهم.