وسط زغاريد وهتافات أهالي المتهمين التي اهتزت لها أرجاء المحكمة وحضور إعلامي مكثف من مندوبي الصحف ووكالات الأنباءالمصرية والأجنبية, قضت أمس محكمة جنح مصر الجديدة برئاسة المستشار جمال حتة وأمانة سر سعيد مصباح ببراءة أربعة أشخاص ينهم سيدة من تهمة الاعتداء علي موكب الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أمام قصر الاتحادية الرئاسي.وقذفه بالأحذية والزجاجات الفارغة, اعتراضا علي مقتل16 من ضباط ومجندي القوات المسلحة علي الحدود المصرية برفح. وقد شهدت المحكمة حالة من الاستنفار الأمني قبل بدء جلسة المحاكمة فور حضور المتهمين في الحادية عشرة والنصف من صباح أمس, حيث ردد المتهمون ومن خلفهم أقاربهم هتافات فور دخولهم البهو الأمامي للمحكمة ثوار أحرار هنكمل المشوار حتي دخولهم قفص الاتهام, مما دعا قوات الشرطة المكلفة بتأمين المحكمة الي فرض طوق أمني أمام منصة القاضي وتنظيم قاعة المحكمة. وفور النطق بالحكم, تعالت الزغاريد والهتافات تعبيرا عن الفرحة بالبراءة ورددوا الهتافات يسقط يسقط حكم المرشد. وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها, أنه بعد الاطلاع علي أوراق القضية, تبين أن الاتهام شائع بين المتهمين وغيرهم وأن الجريمة والعقوبة شخصية ولا ينال عقوبة الجريمة إلا من ثبت يقينا أنه اقترفها, كما أن أوراق القضية قد خلت من أي دليل علي اقتراف أي من المتهمين للواقعة, وهو ما انتهت معه المحكمة الي براءة المتهمين من ذلك الاتهام, وأنه أسند للمتهم الأول الاتلاف العمدي للسيارة المبينة بالتحقيقات المملوكة لرئاسة الجمهورية, كما خلت محاضر الضبط من بيان الحالة التي كان عليها المتهم وقت الضبط. وأشارت المحكمة في حيثياتها أنه ثبت يقينا أن المتهمين الماثلين وآخرين قد تجمعوا أمام قصر الاتحادية للتظاهر والتعبير عن رأيهم اعتراضا علي بعض الأمور السياسية, وهو ما استخلصته المحكمة أمام الشهود في أقوالهم أمام النيابة العامة, وهو ما أكدته تحريات الشرطة من أن عددا يجاوز ال70 شخصا قد تجمعوا أمام القصر الرئاسي للتظاهر مرددين هتافات, ولم تظهر أقوال الشهود أن المتهمين اتفقوا مسبقا علي التجمهر واتجاههم الي ارتكاب جريمة أو تعطيل السلطات العامة عن تأدية عملها. ترجع وقائع القضية لشهر أغسطس الماضي عندما توجه المتهمون وهم محمود عبدالفتاح يوسف عامل وأحمد رمضان عبدالمنجي طالب وأحمد محمد حبشي مشرف أمن وناهد محمد علي نجم ربة منزل المحبوسين احتياطيا علي ذمة القضية الي القصر الرئاسي للتنديد بحادث مقتل16 مجندا وضابطا بالقوات المسلحة بمدينة رفح, وعند خروج رئيس الجمهورية من بوابة قصر الاتحادية الرئاسي قاموا بإلقاء أحذيتهم علي سيارات الموكب بالإضافة الي قيام أحدهم بتهشيم زجاج احدي سيارات الموكب مستخدما شومة, وألقي حرس القصر القبض عليهم وحرر محضرا بالواقعة.