يقُصد بالشرعية القانونية، الحصول على مكسب ما وفقًا للنظام القانونى بغض النظر عن أن هذا النظام عادل أم ظالم. بينما يقصد بالشرعية السياسية، القبول من الآخر بالاعتراف والتسليم بما حصل عليه الطرف الآخر من مكسب أو مركز قانوني. وتأكيدًا لهذا يمكن الإشارة إلى أمثلة عديدة أبرزها الصين الشعبية التى قامت فيها الثورة عام 1949م، ورفض العالم من خلال الأممالمتحدة الاعتراف بها رغم أنها دولة وقامت فيها ثورة، واعترف بجزيرة فورموز، باعتبار أنها الصين الوطنية، وحصلت بالشرعية القانونية على مركز قانونى بعضوية مجلس الأمن، إلا أنها لم تحصل على الشرعية السياسية. بينما الصين الشعبية لها شرعية سياسية بقبول واعتراف دول عديدة، فى مقدمتها مصر التى اعترفت بالصين الشعبية عام 1956م، وأعلنت مصر عن إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر والصين، وأهدت الصين آنذاك قصرًا فخمًا على ربوة عالية، يعد من أرفع القصور الأثرية، ليكون مقرًا لسفارة مصر فى بكين. فتايوان, فورموزا, حصلت على مركز قانونى دون شرعية سياسية، بينما حصلت الصين على شرعية سياسية بالقبول العالمي، بينما لم تحصل على المركز أو الشرعية القانونية، إلى أن اعتدل الأمر فى بداية السبعينيات وخرجت الصين الوطنية (فورموزا أوتايوان) من مجلس الأمن وحصلت الصين مكانها لتحصل على الشرعية القانونية والتى سبقتها الشرعية السياسية التى فرضت على مراكز القرار العالمية التراجع، ومنحها الشرعية القانونية. وفى المنطقة العربية، حصلت إسرائيل على شرعية قانونية بالقرار 181 لعام 1947م، بتقسيم فلسطين إلى دولتين (إسرائيل وفلسطين) بينما الأماكن المقدسة تحت إشراف دولي. ويعنى ذلك اعترافًا دوليًا بدولة إسرائيل وإكسابها الشرعية القانونية ومن ذلك الوقت عام 1947م، بإعلان دولة إسرائيل على أراضى الدولة الفلسطينية، وإسرائيل تسعى إلى الشرعية السياسية، بمعنى الحصول على اعتراف وقبول الأطراف العربية المحيطة بها، وهو ما لم يحدث حتى عام 1977م، 1978، 1979. حيث قام السادات بزيارة إسرائيل عام 1977، ثم عقد اتفاق كامب ديفيد عام 1978م، ثم الاتفاقية المصرية الإسرائيلية عام 1979م. ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل بدأت فى التخطيط للحصول على كامل الاعترافات من الدول العربية، وفى ظهرها الداعم الأكبر وهو الولاياتالمتحدة ومعها دول أوروبا الغربية وفى مقدمتها بريطانيا التى أعطت وعد بلفور عام (1917م) الذى مضى عليه 101 عام، وأسست دولة إسرائيل!. إسرائيل كيان استعمارى هدفه الأساسي، الحيلولة دون إقامة دولة الوحدة العربية، وإعاقة تقدم هذه الدول، وزرع عدم الاستقرار فيها، بل السعى لتفتيت الدول العربية بأداة الحرب ومشروع الشرق الأوسط الجديد، وحدث ذلك فى العراق وليبيا واليمن، واستهدفوا سوريا التى رغم تدمير مناطق عديدة منها، إلا أنها استطاعت القضاء على المشروع الصهيونى الأمريكي. العدو الرئيسى للأمة العربية هو إسرائيل ومن يدعمونها، ومن زرعها على أرض فلسطين العربية بكامل ترابها، وغير ذلك تفاصيل. ومن يقول بغير ذلك فهو مغالط، ويرى المشهد بغير الحقيقة. أن إسرائيل بعد أن حصلت على الشرعية القانونية للأمم المتحدة، بغير حق، عام 1947م، تسعى جاهدة للحصول على الشرعية السياسية بالسعى نحو التطبيع مع دول عربية، ناسين أن الشعوب العربية بأكملها ترفض الكيان الصهيونى والتطبيع معه. لمزيد من مقالات ◀ د. جمال زهران