ثلاث خرائط لفلسطين فى مشروع التقسيم 1937 و فى تقسيم الاممالمتحدة 1947 حتى الماساة بشكلها الحالى بعد 1967 لماذا تحاول اسرائيل باصرار إعادة تعريف نفسها بوصفها دولة يهودية, وتسعي إلي الحصول علي اعتراف فلسطيني وعربي بها بوصفها كذلك ومن ثم اعادة الاعتراف الدولي بها ؟ ولماذا يضغط الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يتبني تسمية اسرائيل دولة اليهود ويدفع نحو انتراع اعتراف عربي بذلك ويروج له ؟! لا تقتصر الأهداف الاسرائيلية من وراء ذلك علي طرح مستقبل وجود فلسطين1948 علي أراضي الدولة العبرية بعد قيام دولة فلسطينية في حدود1967 للمناقشة, ورحيلهم إلي الدولة الفلسطينيةالجديدة قسرا أو طواعية أو إلي إلغاء حق العودة للاجئي1948, وتوطينهم في الدول المضيفة بتمويل عربي بأن يدفع الضحية ثمن الجريمة نيابة عن الجاني, وإنما الهدف الرئيسي هو إعادة الاعتراف الدولي بدولة اسرائيل بوصفها وريثة الانتداب البريطاني علي فلسطين وليس بوصفها دولة وليدة قرار دولي هو قرار تقسيم فلسطين رقم(8) لسنة1947, ومن ثم استناد شرعية الدولة الفلسطينيةالجديدة إلي شرعية اسرائيلية من دولة اليهود التاريخية أي حصول الشعب الفلسطيني علي الاستقلال من دولة الاحتلال اسرائيل وقيام الدولة في أرض دولة اسرائيل التاريخية وبوصفها وريثة الانتداب البريطاني وذلك لتحصين وجود اسرائيل تاريخيا وقانونيا في المنطقة ولإضفاء المشروعية علي مزاعم قيام دولة إسرائيل التي كانت هناك قبل ثلاثة آلاف عام!وبالتالي نزع المشروعية عن قيام الدولة الفلسطينيةالجديدة استنادا إلي قرارات دولية أو قانون دولي أو إلي حق الشعوب في تقرير المصير. وبمعني آخر يعبر عن المهزلة تحول المسألة من مسألة إقامة وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين( وعد بلفور1917) إلي إقامة دولة فلسطينية علي أرض اسرائيل في يهودا والسامر( الضفة والقطاع) وبعد ما كانت اسرائيل تسعي إلي الحصول علي اعتراف فلسطيني وعربي بها تحصل الدولة الفلسطينيةالجديدة علي الاعتراف( وشرعية قيامها) من اسرائيل, وذلك بعدما نجحت اسرائيل في اتفاقية أوسلو في تحويل الأراضي الفلسطينية من أرض محتلة إلي أرض متنازع عليها وبقبول فلسطيني!! وتعبر هذه الأهداف الاسرائيلية تعبيرا جليا عن المشروع الصهيوني في أصدق صورة مدعوما من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا, برغم أن اسرائيل منذ1948 وحتي الآن ليست هي دولة كل اليهود كما أنها ليست دولة كل مواطنيها, واعترفت اسرائيل بذلك ضمنيا باصرارها علي أن تكون دولة يهودية وبرغم أن اعتراف دول بها جاليات يهودية باسرائيل كدولة يهودية يطرح للجدل هوية وولاء يهودها.اسرائيل الدولة اليهودية هي الدولة التي تحدث عنها قرار تقسيم فلسطين رقم181 لسنة1947 وداخل حدود هذا القرار, وباقي أرض فلسطين التاريخية هي أرض دولة فلسطين العربية, وعلي أساس هذا القرار قامت دولة اسرائيل وحصلت علي الاعتراف الدولي, بل ان قرار الجمعية العامة بقبول عضويتها بالأممالمتحدة اشترط لتحقق العضوية الكاملة لدولة اسرائيل قيام الدولة العربية في فلسطين, وقانونيا وبنص القرار تفقد اسرائيل أحد شروط العضوية بعدم قيام الدولة الفلسطينية. عربيا وفلسطينيا لا يوجد موقف عربي واضح ومحدد أو معلن حتي الآن من سعي اسرائيل إلي تعريفها دوليا بوصفها دولة يهودية باستثناء الخلاف الذي نشب في هذا الشأن بين وزيري خارجية مصر أحمد أبوالغيط وبريطانيا خلال زيارته مصر الشهر الماضي وتصريحات المتحدث الرئاسي السفير سليمان عواد أمس الأول ما معارضة مصر هذا التوصيف, لكن من المستبعد بطبيعة الحال أن يجرؤ طرف عربي مقابل يهودية دولة اسرائيل علي طرح مسألة فقدان اسرائيل شروط عضويتها في الأممالمتحدة اساسا, ناهيك عن نسيان العرب منذ نكسة1967 قرار التقسيم وحذفه من قاموسهم.ومن المدهش أن قرار التقسيم نفسه صدر بالابتزاز والرشوة, فقد أدلي السفير الأمريكي الأسبق في باريس جون جونتر الذي عمل في المخابرات الأمريكية أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ولفترة طويلة باعترافات خطيرة لمجلة جين أفريك الفرنسية نهاية سبتمبر الماضي كشف فيها أن القرار رقم181 بتقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية خرج إلي الحياة بأغلبية تم شراؤها. وأضاف جونتر الذي يعمل أستاذا بجامعتي هارفارد الأمريكية والسوربون الفرنسية أنه لا مفر من الاعتراف بأن استخدام الحق الديني التاريخي لليهود في أرض فلسطين كان قناعا يخفي نيات استيطانية خالصة لها كل مواصفات الاستعمار.وبرر جونتر الذي استقال عام1989 بسبب معارضته السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان اعترافاته قائلا: إن زمن تزييف الحقائق قد إنتهي.. لقد انتهي زمن تزييف التاريخ.. كفانا ترويدا.. علينا أن نفعل شيئا( للشعب الفلسطيني) الآن. وحول ما يجب فعله أوضح: إن نفس الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قيام دولة اسرائيل عليها الآن اصدار قرار قيام دولة فلسطين.. وعلي الولاياتالمتحدة والشعوب العظمي مسئولية إنهاء الصراع الذي دام60 عاما.. والتاريخ يعلمنا أن أي تسوية تغفل طرفا من الأطراف تضع في الوقت نفسه بذرة الحرب القادمة. تصر اسرائيل إذن علي الاعتراف بها دولة الشعب اليهودي.. فإذا كان الأمر كذلك فلا بديل عن العودة إلي قرار التقسيم.. وفي كل الأحوال فمن المستحيل القول بدولة فلسطينية تتأسس استنادا إلي منحة يهودية!! فماذا يعد رئيس السلطة محمود عباس والمفاوضون الفلسطينيون للتعامل مع المشروع الصهيوني؟ يقول المؤرخون إن التاريخ وعندما يعيد نفسه تكون نكبة وعندما يعيد نفسه مرة أخري تكون مهزلة, ويبدو أننا بصدد مهزلة؟