تفعيل حماية البيئة يتبلور في تعميق الآليات المستخدمة وتطويرها للحفاظ علي صحة الإنسان وجميع الكائنات الحية.. في هذا الاطار انشئت لجنة عليا للطواريء النووية والاشعاعية من خلال التعاون المشترك بين هيئة الرقابة النووية وجميع الوزارات لمواجهة المخاطر, وذلك ضمن الاستعدادات لإنشاء المحطات النووية الجديدة.. صرح بذلك الدكتور مصطفي عزيز رئيس الهيئة, مشيرا إلي أن الهيئة انشئت لحماية البيئة علي جميع الأصعدة وليس فقط للمحطات النووية المزمع إنشاؤها, ولكن باعتبار أن الهيئة لديها قطاعات عدة تقوم بالرقابة والتفتيش علي أي منشأة نووية أو إشعاعية أو تستخدم مصادر إشعاعية ومن اختصاصاتها التفتيش علي منشأت التعدين والمناجم في إطار القانون, أو اصدار التراخيص لأي منشأة نووية أو اشعاعية أو تستخدم مواد مثل اليورانيوم والثوريوم, وكذلك التفتيش علي المناجم التي تصدر اشعاعات وقياسها عن طريق الاحجار, حيث إن أغلب المواد داخل المنجم تطلق جسيمات ألفا وبيتا وجاما من اليورانيوم والثوريوم والرادون, بحيث يتم مراعاة أن تكون الجرعة الاشعاعية بنسب تتفق مع الدرجات المسموح بها, بحيث تكون صالحة للعاملين ويتم أيضا حمايتهم من خلال دروع مصنعة خصيصا ولا يسمح بالعمل في تلك المناجم إلا بعد أن تكون في إطار المستوي الاشعاعي الطبيعي وبنسب غير ضارة للعاملين فيها. كذلك هناك المصادر الاشعاعية المغلقة الموجودة في مراكز الاشعة والمستشفيات أو التي تستخدم في مختلف الصناعات, فتقوم الهيئة بالتفتيش عليها لتحديد الموافقة لاعطائها التصريح للمزاولة وبالتالي لابد من توافر شروط تتمثل في أن يكون المصدر المشع داخل حاوية ذات مواصفات معينة متفق عليها دوليا.. هذا فضلا عن المصادر المفتوحة والتي تستخدم المواد الاشعاعية في معاملها مثل كليات العلوم فهي تأخذ تراخيص للمعامل من خلال المتابعة من قبل الهيئة. ويضيف الدكتور مصطفي عزيز أن الهيئة لها دور في حماية الصحة العامة من خلال وضع قواعد للاستيراد تضعها الهيئة لاستجلاب الأغذية من الخارج وذلك لضمان خلوها من أي اشعاع وكذلك المنتجات الصناعية أو المواد الخطرة التي تدخل في بعض الصناعات, حيث يتم الكشف عليها حتي لا تكون متضمنة لأية مخاطر اشعاعية كالمواد المستخدمة في صناعة الكريستال, كما يضيف مصطفي عزيز أن الهيئة لديها قطاع التفتيش علي النقل والذي يشمل المراقبة للمواد المشعة سواء عن طريق البر من خلال نقل المواد المشعة داخليا من مكان لآخر داخل البلاد أو بحرا عن طريق عبور السفن لقناة السويس, حيث يقوم متخصصون من الهيئة بفحص الشحنات والتأكد من مطابقتها لمتطلبات الأمان الاشعاعي حتي يمكن الترخيص لها بالمرور من قناة السويس, ويتم هذا التفتيش للسفن في المياه الدولية قبل دخولها المياه الاقليمية المصرية. كما يضيف أنه يوجد قطاع مهم بالهيئة وهو قطاع المواقع والبيئة, حيث يقوم بدراسة الأثر البيئي لأي منشأة نووية كالمفاعلات والمحطات النووية وتأثيرات المحطات النووية علي الأحياء البحرية والكائنات البحرية وكذلك تأثيراتها علي المياه والهواء والسكان والطرق وعمليات الانبعاثات من المحطة واتجاهات الرياح ودرجات الحرارة.