التنمر ظاهرة لا يعرفها الكثير من الناس رغم تعرض الكثيرين له أو رؤية ضحايا له.. ومعناه إيقاع الأذي البدني او الابتزاز او الاعتداء بالضرب.. وتنتشر تلك الظاهرة بين الأطفال والمراهقين أكثر من غيرهم, وأصبحت ظاهرة التنمر في تزايد مستمر رغم التوعية بمخاطرها حيث أصبح يتعرض من 10%- 15% من أطفال العالم للتنمر. وللتنمر أشكال عدة منها نوع ظهر أخيرا يسمي «التنمر الالكتروني» مثل الرسائل الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة أو مواقع التواصل التي تتسم بالعداء و التهديد والمعايرة وغير ذلك، وتكرار التعمد من قبل فرد أو مجموعة. وأخيرا أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة حملة (أنا ضد التنمر) بالتعاون مع منظمة اليونيسيف مصر وبتمويل الاتحاد الأوربي.. وتهدف الحملة إلي حماية الأطفال من «التنمر» عبر الانترنت من خلال توعيتهم وتعريفهم بإرشادات السلامة، وتطرقت الحملة لتقديم النصح والإرشاد إلي الآباء ومقدمي الرعاية. هذا ومن النماذج التي تعرضت لها الحملة وردت رسالة من أم لطفلة تطلب حمايتها من ابتزاز شاب لها حيث قام بتهديدها بنشر صورة لابنتها كانت الفتاة قد أرسلتها له، وترجع وقائع القصة إلي قيام فتاة بالتعرف علي شاب عبر الإنترنت طلب منها أن ترسل له صورها دون حجاب فلما فعلت ابتزها وهددها بأنه سيقوم بنشر الصورة ما لم تحول له 30 ألف جنيه.. كما قام المجلس القومي للطفولة والأمومة بمخاطبة الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفتاة. حالة أخري من حالات الابتزاز تعرض لها طفل قدم صوره وفيديوهاته لمجموعة من مجهولي الهوية الذين قاموا بابتزازه وأخته الكبري إن لم تنشأ علاقة بينهما وقد تم مخاطبة الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة.. جدير بالذكر أنه يمكن تلقي الشكاوي علي خط نجدة الطفل 16000و من خلال صفحة التواصل الاجتماعي للمجلس القومي للطفولة والأمومة علي «الفيس بوك». قد يكون التنمر الإلكتروني أحد أشد أشكال التنمر حدة، وترجع أسبابه كما يحملها المجلس القومي للطفولة والأمومة إلي غياب رقابة الكبار، حيث يمكن للمتنمر إخفاء هويته عن طريق حساب مزيف، كذلك نقص الوعي بالاستخدام الآمن للإنترنت، والذي ينتج عنه نشر صور ومعلومات شخصية يمكن للمتنمر استغلالها، كذلك صعوبة مسح التعليقات المسيئة علي حساب المتنمر به مما يؤدي لتكرار التنمر، وصعوبة إنفاذ تدابير حماية الأطفال من التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما يجعل حمايتهم تقع علي عاتق مقدمي الرعاية للطفل وهما غالبا الوالدان. فماذا يمكن لمقدمي خدمات الرعاية فعله؟ جاءت الإجابة من توصيات الحملة وهي: المناقشة مع الأطفال والمراهقين عن التنمر الالكتروني والاستخدام المفيد للإنترنت. عدم التجاهل في حالة اكتشاف تعرض الطفل أو المراهق للتنمر واتخاذ تدابير تشعرهم بالأمن والحماية. تشجيع التصرفات الإيجابية بين الأطفال والمراهقين ذوي الشخصيات القيادية لأنهم أكثر تأثيرا في بعضهم البعض. التعرف علي أدوات التنمر الأكثر استخداما بين الأطفال والمراهقين والمنابر الالكترونية لتجنب استخدامها او الخضوع لتأثيرها. وللمدرسين والمدربين دور مهم في مواجهة التنمر الالكتروني يبدأ بمناقشة الطلاب واستعراض تجاربهم الشخصية ودعم من يتعرضون لذلك بالوقوف معهم. عمل أنظمة دعم بين الطلبة يقوم فيها كل طالبين بتقديم الدعم لبعضهم البعض. بالنسبة للوالدين يجب أن يعلموا أبناءهم معني التنمر وكيفية مواجهة التهديد وتجنب الانفعال عليهم وتجنب حرمانهم من الإنترنت والكمبيوتر لأن هذا يدفعهم لكتمان ما يحدث لهم علي مواقع التواصل الاجتماعي. ونصحت الحملة المتعرضين لذلك بعدم الرد علي من يقوم بتهديدهم وعليهم عمل حظر (بلوك) وأخذ صورة للشاشة من الرسائل (سكرين شوت) وإرسالها. إذا حدث ذلك من زملاء المدرسة او التمرين، كما يجب علي المتنمر به أن يطلب من المدرس أو المدرب التدخل لحل المشكلة. ألا يقبل أي شخص صغيرا كان أو كبير صداقة شخص لا يعرفه، وألا يرسل لأحد معلومات أو صور شخصية، وإذا شعر أن أحدا من معارفه يتحدث بطريقة غير معتادة فقد يكون حسابه مسروقا وعليه إذن الاتصال به تليفونيا أو التحدث اليه مباشرة للتأكد من سلامة الحساب. وأخيرا إذا قام أحد باستغلال صورتك او رسائلك بشكل غير مقبول قم بعمل إبلاغ حتي تكون في أمان.