أسئلة كثيرة تدور في ذهن المستثمر الصغير، الذي يتحسس خطواته الأولى عالم الاستثمار الصناعي، ويأخذ حيزاً كبيراً من ذهنه ووقته وجهده، ويصل إلى التردد أو التراجع أو اتخاذ قرار نهائي بالتوجه إلى الاستثمار دون المجالات الأخرى. تحركه دوافع التفاؤل وراء فرصة عمل للربح، وتجعله "لاهثا" لتنفيذ مبادرة الرئيس السيسي الذي كلف وزارة التجارة والصناعة بتوفير فرص العمل بالمحافظات، منها 50٪ لصغار المصنعين، من خلال مجمعات صناعية للشباب تؤهل مصر لتكون دولة صناعية تحت شعار "خذ مصنعك بترخيصه". ولكن للأسف يفاجأ المستثمر الصغير بمعوقات لأحلامه الوردية، أبرزها البيروقراطية والروتين في منح التراخيص والموافقات، وارتفاع أسعار الأراضي ورسوم التراخيص بصورة غير مبررة، وضرائب عقارية وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وضعف القدرة على التسويق لمنتجاته، مما يزيد من الأعباء على شاب في مقتبل طريقه الصناعي الاستثماري. صحيح أن قانون التراخيص الصناعية ولائحته التنفيذية له ما له وعليه ما عليه، إلا أنه لا أحد ينكر إنجازه الحصول على ترخيص المصنع في أسبوع للصناعات البسيطة، وشهر للصناعات الخطرة، بعد أن كانت تنتهي في سنوات، إلا أن معوقاته التي لا تزال تتمثل في المغالاة بالرسوم الجديدة لهيئة التنمية الصناعية، والاعتماد على الشباك الواحد للقضاء على البيروقراطية التي يشتكي منها رجال الصناعة مع آلية التعامل بالمدن الصناعية في المحافظات، والتي تفتقر لتمكين المصانع من التوسع أو جذب استثمارات. ومن أهم المعوقات تطبيق إقرار الضرائب العقارية مما يمثل عبئا كبيراً على الصانع الذي يدفع مجموعة ضرائب القيمة المضافة والعامة وضريبة علي الدخل مما يجعل تنمية صناعته تواجه المجهول، وخاصة أنه لا توجد ضرائب عقارية على المصانع في معظم دول العالم. هذه بعض مشاكل المستثمر الصناعي خاصة الصغير، على مائدة وزير التجارة والصناعة المهندس عمرو نصار، المطالب بحلها، كما أهمس له بضرورة تقسيط قيمة المصنع بالمجعات الصناعية الذي يتجاوز المليون جنيه، فهى عقبة اشتكى منها خريجون بالصعيد يرغبون بالاستثمار الصناعي، ومسئولية الوزارة تسويق المشروعات الصغيرة والمتوسطة محلياً وخارجيا من خلال معارض داخلية ودولية لفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية خاصة التراثية، والتي تحمل شعار "صنع في مصر"، وأن تكون التراخيص لمدة 5 سنوات مع الالتزام باشتراطات الرخصة وحل مشاكل المصانع المتعثرة والمتوقفة للقضاء علي البطالة. ننتظر استجابة لجذب ملايين من السوق غير الرسمية والمستثمر الصغير حى لا يتم "وأد" الأمل قبل خسارة المال والجهد والوقت. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ