* المواطنون : أقنعنا أولادنا بارتداء ملابسهم القديمة * الباعة : انتظرنا «الموسم» ففوجئنا بالركود * رئيس شعبة الملابس الجاهزة: تعويم الجنيه و المدارس وراء خفض المبيعات مع حلول عيد الأضحى المبارك بات الجميع فى انتظار مظاهر الفرحة به فى عيون الصغار، حتى تكتمل فرحتهم من الضحية والعيدية والملابس الجديدة، ويأتى الصغار فى مقدمة المنتظرين للأعياد حتى تأتيهم الملابس الجديدة ليرتدوها فرحين بعد أن تقلصت العيديات فى عيد الأضحى وأصبح الأطفال على اختلاف مستوياتهم يسمعون هذه العبارة(ده عيد اللحمة) ولكن مع تزامن موسم المدارس هل يقبل الناس على شراء ملابس جديدة؟ «تحقيقات الأهرام» رصدت مظاهر الإقبال على الشراء فى الأماكن الراقية و الشعبية. من داخل أحد المولات الشهيرة بالقاهرة الجديدة والتى تكتظ بأكبر محلات الملابس ذات الماركات العالمية وجدنا عددا كبيرا جدا من الرواد داخل هذه المحلات ولكن قليلاً جدا منهم من يخرج حاملا معه مشتريات، اقتربنا من بعضهم حيث قرر أحمد عابدين - أب لطفلين - انه لم يشتر سوى تى شيرتات فقط، واكتفى بما لدى أولاده من بنطلونات من العيد الماضى والسبب أن الأسعار مبالغ فيها رغم وجود خصومات كما هو مبين على واجهات المحلات. ايمان حسين (أم لطفلين) قالت: خرجت بلا مشتريات لأننى ببساطة جئت «للفرجة فقط» ولم أقرر الشراء إلا إذا وجدت (حاجه لقطه) كسعر طبعا ولكننى لم أجد ولأن المدارس على الأبواب فستكون الأولوية للزى المدرسي. عبد الحميد السيد (أب لأربعة) أبناء: يقول الحمد لله تفاهمت مع أولادى الكبار واقتنعوا بالعزوف عن الشراء فى ظل هذه الأسعار واكتفيت بالشراء فقط لطفلتى الصغيرة لأنه كان من الصعب إقناعها. وفى لقاء مع محمد حسين (مدير أحد المحلات الكبرى) قال إننا كبائعين نعانى معاناة أكبر من المشترى ..على الأقل الموقف سيحسم لديه باتخاذ قرار بعدم الشراء ولن يخسر شيئاً على الرغم من أننى أشعر بحزن شديد عندما ارى طفلاً متعلقا بقطعة ملابس ولا يستطيع والده شراءها له .. ورغم أن هناك أوكازيون حقيقيا إلا أن اقتراب العام الدارسى أسهم فى صعوبة مهمة الأب فى تلبيه كل متطلبات أولاده، ولكن مشكلتنا أكبر فمن المعروف أن مواسم الأعياد هى الأكثر رواجا لنا ولكن فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتزامن عيد الأضحى مع قرب دخول المدارس تراجعت معدلات الشراء واكتفى المستهلك بإرضاء أولاده فى عيد الفطر، وذلك سبب لنا بعض الخسائر لما نتكبده من إيجارات باهظة فى هذه المولات. تركنا المول الكبير وتوجهنا الى الوكالة قبلة الباحثين عن الشراء بأسعار معقولة.. فهى السوق الشعبية الأكبر والأشهر ولكننا لم نجد الحال مختلفاً عن سابقه، وفى لقاء مع بعض الزبائن قالت سامية عبد الفتاح إننا كنا نأتى الوكالة من قبل ونشترى لأبنائى الاربعة كل ما يريدونه، أما الآن فلا استطيع إرضاء الجميع اشترى لأحدهم قميصا والاخري «بلوزه» فمتطلبات عيد الأضحى كثيرة ولن استطيع الوفاء بها كلها فيكفينى شراء اللحم لهم. عائشة السيد (أم لطفلين) قالت: جئت لاشترى لهم قميص المدرسة الأزرق ليرتدوه فى العيد وبعدها يستخدم فى المدرسة لأننى لن استطيع أن اشترى للعيد والمدارس السيد وجدى قال: لن أنكر أن أسعار الوكالة مناسبة لمن هم فى مثل ظروفنا وأحاول أن اسعد أولادى بشراء ملابس جديدة قدر استطاعتى ولكن لن أتمكن من تلبية كل ما يتمنون وعلى كل واحد منهم أن يختار قطعة واحدة إما قميص أو بنطلون أو حذاء. التقينا مع محمد حسين (احد الباعة بالوكالة) حيث قال: هذا الموسم حركة البيع والشراء ضعيفة والسبب وجود أولويات لدى الناس أهم كشراء اللحوم أو الاستعداد للمدارس لذلك معظمنا يعرض ملابس المدارس حتى تدور العجلة. ومن جانبه أشار يحى زنانيرى (رئيس شعبة الملابس الجاهزة) باتحاد الغرف التجارية الى أن سوق الملابس تشهد كسادا فى هذا التوقيت تحديدا منذ تعويم الجنيه ..ناهيك عن التزامن بين التزامات كثيرة تقع على عاتق المواطن تتمثل فى المصايف وقدوم عيد الاضحى ثم بداية العام الدراسى وذلك بخلاف الالتزامات الاساسية لديه وهو ما يؤدى فى النهاية الى حالة الركود الحاليه .. وهو ما دفعنا الى اننا تقدمنا باقتراح لوزارة التموين بتقديم موعد الاوكازيون ليبدأ من أول أغسطس بدلا من أول سبتمبر .. وهو ما حدث بالفعل وقد أسهم بقدر ضئيل فى انتعاشة فى سوق الملابس.