طفل فلسطينى داخل منزله المهدم إلى غارة إسرائيلية [صورة من رويترز] أعلن مسئول بغرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية إن الفصائل فى غزة ستوقف الجولة الأخيرة من القتال مع إسرائيل إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على القطاع مؤكدا أنه تم الرد على مدى اليومين الماضيين على جرائم «العدو» التى كان آخرها قتل عنصرين من المقاومة أثناء التدريب . وذلك فى إشارة إلى مقتل عضوين فى حركة حماس يوم الثلاثاء الماضي. ولفت المسئول، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، الى أن فصائل المقاومة تعتبرأن هذه الجولة من التصعيد قد انتهت من طرفها وأن استمرار الهدوء مرتبط بسلوك الاحتلال . وكان مسلحون بقطاع غزة قد أطلقوا عشرات الصواريخ على إسرائيل بينما نفذ جيش الاحتلال عشرات الضربات الجوية مع اشتداد المناوشات قرب الحدود أثناء الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس. ودوت صفارات الإنذار بشكل شبه متواصل فى جنوب إسرائيل من غروب شمس أمس الأول، مطالبة السكان بالبقاء فى الملاجئ مع إطلاق أكثر من 80 صاروخا فى اتجاههم ،وقصفت طائرات الاحتلال 140 هدفا لحركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة. وألقى سامى أبو زهرى المتحدث باسم حماس مسئولية التصعيد على الاحتلال الإسرائيلى ووصف مقتل عضوين من حماس فى شمال غزة بأنه غير مبرر. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن النيران التى أطلقها عضوا حماس كانت ضمن تدريبات للحركة فيما يبدو ولم تكن موجهة ضد إسرائيل. وقد أعلن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة ،أنّ طفلة رضيغة ووالدتها استشهدا فى غارة إسرائيلية جوية فجر أمس فى مخيم النصيرات فى وسط قطاع غزة. وقال -فى بيان - “استشهدت الطفلة الرضيعة بيان محمد خماش التى تبلغ من العمر عاما ونصف العام ووالدتها إيناس محمد خماش ( 23 عاما) وهى حامل، وأصيب زوجها محمد خماش بجراح متوسطة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلى لمنطقة الجعفراوى بمخيم النصيرات فى المحافظة الوسطى”. وأضاف: أنه بمقتل الرضيعة وأمها ترتفع إلى “ثلاثة شهداء” حصيلة القتلى فى سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية التى بدأت مساء الأول على مواقع وأهداف فى مناطق مختلفة فى قطاع غزة”. وأوضح القدرة أنّ عدد المصابين إثر القصف الجوّى بلغ “ 12 مصابا إثنان منهم فى حالة خطرة، ونُقلوا إلى مستشفيات مختلفة فى القطاع لتلفى العلاج ومن جهته، كشف جيش الاحتلال إن سبعة أصيبوا فى جنوب إسرائيل بينهم عاملة زراعية تايلاندية ،وحذر - فى بيان أمس - حركة حماس من تصاعد العنف وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المسئولين يدرسون إجلاء السكان من المناطق القريب من حدود غزة. وقال يوفال شتاينتز عضو المجلس الوزارى المصغر لراديو إسرائيل “لا نتطلع لحرب ولا نرغب فى مواجهة أوسع لكن قد يحدث ذلك لأننا لن نقدم أى تنازلات لحماس”. وتأتى هذه التطورات ، بعدما تحدث الجانبان عن تقدم فى جهود للأمم المتحدة ومصر للتوصل إلى هدنة لإنهاء أعمال عنف مستمرة منذ شهور. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاى ملادينوف فى بيان - “أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير للعنف بين غزة وإسرائيل، لا سيما من خلال إطلاق الصواريخ المتعددة باتجاه التجمعات السكانية فى جنوب إسرائيل”.وأضاف أن الأممالمتحدة اشتركت مع مصر فى “جهد لم يسبق له مثيل” لتجنب نشوب صراع خطير، لكنه حذر من أن “الوضع يمكن أن يتدهور بسرعة بعواقب مدمرة على الجميع” . وفى رام الله ،طالب المتحدث الرسمى باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، المجتمع الدولى بالتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى المحافظاتالجنوبية. وحمل فى بيان أمس- حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية عن التصعيد الخطير الذى يشهده قطاع غزة، واستمرار الحصار منذ 11 عاما، والذى فاقم الأوضاع وطال كافة مستويات الحياة وما زال يدفع بالشعب الفلسطينى إلى مزيد من التوتر والمخاطر. وأكد أن الخطر الشديد الذى يحدق بالقضية الفلسطينية برمتها يستوجب تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية على الفور، وذلك عبر تمكين الحكومة بشكل كامل فى القطاع، كما تم الاتفاق عليه برعاية مصرية. من جانبه، دعا رئيس الوزراء رامى الحمد الله المجتمع الدولى إلى ترجمة إدانته المتكررة للعدوان على غزة إلى تدابير جادة وفاعلة لمحاسبة ومساءلة إسرائيل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى.وقال - فى تصريحات عبر صفحته على فيس بوك أمس - “إن العدوان والتصعيد الجديد على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة المحاصر أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم الطفلة “بيان” التى لم تتجاوز العام ونصف ووالدتها الحامل”.وأضاف “لقد آن الأوان لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب وإنفاذ القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ورفع الحصار الجائر الذى يزيد من قتامة وتدهور الأوضاع الإنسانيةِ فى غزة”.