من المؤكد أن المؤتمر الوطنى السادس للشباب الذى شهده وشارك فى جلساته ومحاوره الرئيس السيسى بحضور 3000شاب قد أحدث حالة من الحراك المجتمعى المطلوب للاتجاه صوب المستقبل برؤى جديدة تدرك متطلبات العصر ومكن الناس أن تفهم خطط الدولة وبرنامجها خلال فترة الرئاسة الثانية للرئيس واستراتيجيات الاصلاح الاقتصادى ومحاور برنامج عمل الحكومة خلال السنوات الثلاث سنوات المقبلة. وفى تقديرى ان من اهم المحاور التى تناولها المؤتمر هو محور بناء الانسان المصرى الذى يتضمن الى جانب توفير التأمين الصحى وتحسين جودة التعليم وتدعيم الرياضة البدنية للشباب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية ودعم منظومة القيم. وهنا لابد ان نتذكر وان ندرك اننا فى السنوات السبع الماضية قد رأينا مؤامرات ممنهجة وخططا لطمس الهوية المصرية التى كانت مستهدفة دائما من الغزاة لتدميرها رغبة منهم فى تدمير منابع الثقافة المصرية حيث سبقت الحضارة الفرعونية العالم بإقامة الدولة المركزية فى بداية عصر الأسرات سنة 3000ق.م فقدمت الكتابة والورقة والعلم والموسيقى والطب والفلك والهندسة والحساب والكيمياء والعمارة وتعتبرها المنظمات الدولة الكبرى مصدر الحضارة البشرية كلها.. ان الهوية المصرية قد صمدت وظلت تحتفظ بسماتها المتميزهً خلال كل العصور ومع تعاقب الغزاة حتى وصلنا الى محاولات الإخوان والسلفيين لتغيير وتدمير هذه الهوية الحضارية التى تفجرت رافضة التغيير فى ثوره شعبية هادرة فى 30 يونيو 2013.. إن المحافظة على سمات هويتنا المتميزة هى مسئوليتنا جميعا ولابد ان نعتز بها وان ندرك انها تتكون من تراكم عدة حضارات وانها استطاعت الصمود فى وجه كل محاولات تدميرها وبث الفتن بين اهلها وبين مواطنيها بالتفرقة بين المسيحى والمسلم وبازدراء الأديان الاخرى وبث كل صور التكفير والعنف والتطرف والقتل والكراهية وتحقير شأن المرأة وقهر البنات ونشر البلطجة والخيانة والفساد والتآمر مع دول اخرى عليها. والحفاظ على هويتنا هو رسالة يقوم بها كل من يحب مصر بدءا من الأسرة وخاصة المرأة والأم فهى صمام الامان فى المحافظة على العادات والقيم ودورها رئيسى فى تربية ابنائها على الانتماء للوطن وغرس سمات الولاء للهوية المصرية والاعتزاز بها ثم الاب كقدوة ومثل يحتذى به الابناء ثم يأتى دور المدرسة والمعلم والمعلمة ببث قيم الانتماء والولاء وقيم العصر والاستنارة ثم دور الجامعة فى رفض كل مظاهر التخلف فى السلوكيات او المظهر العام.. ثم يأتى دور الاعلام الذى عليه دور كبير فى تنوير الرأى العام وبث الحقائق ونشر قيم الحداثة واستيعاب متغيرات العصر والتفكير العقلانى وتقديم دراما ترتقى بالعقول ولا تهدم القيم ويقع دور كبير على اهل الفن والابداع والفكر الذين يمكن ان يقودوا المجتمع إلى الرقى والاخلاق ليصبح قادرًا على استيعاب رسائل الاستنارة والقيم النبيلة ورفض افكار التخلف والظلام. لمزيد من مقالات منى رجب