وسط حالة من الذعر والدمار والفوضي, أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني أمس ارتفاع عدد ضحايا الزلزالين المدمرين اللذين ضربا شمال غرب العاصمة الإيرانيةطهران إلي227 قتيلا وأكثر من1380 مصابا كما شردا آلافا آخرين, في حين نجحت السلطات المحلية في توفير أماكن إيواء مؤقتة لحوالي16 ألف متضرر, وذلك في الوقت الذي أنهت فيه وزارة الداخلية جهود الإنقاذ صباح أمس, مؤكدة أنه لم يعد هناك أمل في انتشال المزيد من الضحايا. وكان التليفزيون الإيراني قد أعلن في وقت سابق ارتفاع عدد ضحايا الزلزالين المدمرين إلي أكثر من250 قتيلا, وسقوط نحو ألفي مصاب. وأوضح حسن قدمي مساعد وزير الداخلية الإيراني أن الزلزالين ضربا مدن أهار وهاريس وفارزكان القريبة من مدينة تبريز, حيث تضررت أكثر من110 قرية, من بينها ست قري محتها الكارثة من علي وجه الأرض, بينما تراوحت الأضرار التي لحقت ب60 قرية أخري بين50% و80%. وبث التليفزيون الإيراني صورا إنسانية مؤثرة لآلاف المنكوبين الذين فقدوا منازلهم وافترشوا العراء بسبب الكارثة المروعة التي لحقت بمدنهم وقراهم, فلم تجد عشرات العائلات سوي بضعة أغطية تتدثر بها في الحدائق العامة, بينما سيطرت حالة من البكاء العنيف علي مجموعة كبيرة من المنكوبين, وظهر البعض الآخر وهو يرتعش من قسوة البرد بسبب برودة الطقس في الإقليم الجبلي القريب من أذربيجان. وأكد شهود عيان أن هناك قري تحولت إلي مقابر جماعية في دقائق معدودة. وتشير التقارير المحلية إلي أن المناطق المتضررة تفتقر للمنشآت الطبية الكافية, وأنه جري نقل العديد من المصابين لمستشفيات في المدن القريبة وتوفي بعضهم في الطريق. وأشار مصدر مسئول في الهلال الأحمر إلي أن أكثر من800 من عمال الإنقاذ يشاركون في جهود الإغاثة, حيث أمضوا ساعات طويلة في محاولة انتشال مئات الضحايا من تحت أنقاض المباني المنهارة, وبذلوا جهودا جسيمة في محاولة الوصول للقري النائية والبعيدة. كما أعد مسئولو الهلال الأحمر أكبر استاد رياضي في المنطقة لاستقبال16 ألف شخص فروا من منازلهم خلال الكارثة, كما وفروا3 آلاف خيمة علي الفور. وسارع وزير الداخلية الإيراني مصطفي محمد نجار لتفقد المناطق المنكوبة مساء أمس الأول, حيث عقد اجتماعات عاجلة مع المسئولين المحليين لتنسيق جهود الإغاثة وتوفير ما تحتاجه تلك المناطق من مساعدات طبية وغذائية عاجلة. وأشار مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إلي أن الزلزالين بلغت قوتهما3,6 و4,6 درجة علي مقياس ريختر, وضربا المنطقة علي التوالي وبفارق11 دقيقة عن بعضهما, وتلاهما أكثر من40 تابعا هزوا المناطق المنكوبة نفسها والواقعة بالقرب من بحر قزوين. ومن أنقرة- سيد عبد المجيد: أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو استعداد بلاده الكامل لتقديم كافة أنواع المساعدات الإنسانية لمنطقة تبريز الإيرانية, وأشار في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي إلي أن أنقرة التي عانت من كوارث مشابهة مستعدة لمد يد العون للمنكوبين. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه جمعية الهلال الأحمر التركية في اتخاذ كافة استعداداتها الانسانية لتقديم مختلف أنواع الدعم من أغطية وخيم ومواد غذائية وطبية إلي منكوبي الزلزال حال موافقة السلطات الإيرانية علي نقلها إلي المناطق المتضررة. وفي إسلام آباد, عبر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء رجاء رويز أشرف عن شعورهما بالحزن والصدمة إزاء فداحة الخسائر في الأرواح والممتلكات جراء زلزالي إيران, وأكدا أن باكستان تقف مع البلد الشقيق في هذه الشدة. وفي برقيتي تعازي منفصلتين الي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد, عرض زرداري وأشرف تقديم المساعدة إلي حكومة وشعب ايران.