ارتفعت أعداد ضحايا الزلزالين اللذين ضربا إيران، أمس السبت، إلى 180 قتيلا وأكثر من 1000 جريح, وتم تدمير 60 قرية جزئيا أو كليا. وكان الزلزالان قد ضربا أرياف محافظة أذربيجان بفارق 11 دقيقة, وبلغت قوة الأول 6.4 درجات على سلم ريختر، بينما بلغت قوة الثاني 6.3 درجات. ووقعت لاحقا تسع هزات ارتدادية، مما فاقم حالة الذعر بين سكان المناطق المشمولة بالزلزالين, واضطر الآلاف منهم للمبيت في العراء. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني مساء السبت عن رئيس مركز الكوارث الطبيعية في أذربيجان الشرقية خليل سائي أن 180 على الأقل قتلوا وأصيب 1350 شخصا, في حين ذكر نائب وزير الداخلية حسن قدمي أن الضحايا توزعوا على مدن آهار (52 قتيلا), وورزغان (43 قتيلا), وهريس (57 قتيلا), وتوفي 28 جريحا في مستشفيات تبريز. وأضاف خليل سائي أن 60 قرية في المنطقة دمرت بنسبة تتراوح بين 60% و80%، في حين دمرت أربع قرى بشكل كامل. وتابع المسؤول الإيراني أنه لم يسجل سقوط ضحايا في مدن أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية, وأوضح أن جميع الضحايا سقطوا في المناطق الريفية المنكوبة. ورجحت مصادر إيرانية ارتفاع حصيلة القتلى باعتبار أن عددا من الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت أنقاض المنازل المدمرة, وكذلك لأن عددا من الجرحى في حالة خطيرة. ووفقا لمسؤولين ومواقع إخبارية إيرانية، هناك مزيد من الضحايا في منطقتي آهار وورزكان. وتحدث مسؤولو عمليات الإغاثة عن أضرار مادية وانقطاع الكهرباء عن مدن في المنطقة المتضررة بينها تبريز (1.5 مليون ساكن). وكان مركز الزلزالين بين مدينتي آهار وهريس على عمق عشرة كيلومترات تحت الأرض, وعلى مسافة 60 كيلومترا تقريبا عن تبريز التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن العاصمة طهران. وقد طلبت السلطات الإيرانية من سكان القرى المنكوبة البقاء خارج منازلهم الليلة تحسبا لمزيد من الهزات, أو لتهدم المنازل المتضررة. وأمرت الحكومة الإيرانية بتعبئة كل الوسائل والتجهيزات اللازمة في أذربيجان والمناطق المتاخمة لها لإغاثة الضحايا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن مسؤول في عمليات الإنقاذ أنه قد تم تعبئة 55 فريق إنقاذ و185 عربة إسعاف و40 جهازا لتحديد ناجين محتملين تحت الركام. كما نشرت سبع فرق مصحوبة بكلاب مدربة على البحث عن ناجين، وفقا للمصدر نفسه. وفي هذا السياق أيضا, قال الهلال الأحمر الإيراني إنه تم انتشال 210 جرحى من تحت الركام, ونقلوا إلى المستشفيات. وقال مسؤول من الهلال الأحمر التركي إنه تم إرسال المساعدات إلى الحدود مع إيران لمساعدة المنكوبين. وقد شهدت إيران زلازل مدمرة في السنوات القليلة الماضية بينها زلزال بلغت قوته 6.6 درجات على سلم ريختر عام 2003, وسوى مدينة بم التاريخية بالأرض وقتل أكثر من 25 ألف شخص.