تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة في الرابع عشر من الشهر الحالي في وقت تموج فيه الساحة العربية والإسلامية باضطرابات شديدة وتحولات وتطورات سياسية. ففي سوريا, تتصاعد آلة قتل النظام الوحشية لأبناء الشعب السوري مستخدمة في ذلك الأسلحة الثقيلة والطائرات لقمع الثورة المستمرة منذ مارس من العام الماضي, بينما فشلت كل الجهود العربية والدولية في وقف نزيف الدم السوري وضمان الانتقال السلمي للسلطة. ومن ناحية أخري تواصل إسرائيل سعيها من أجل تهويد القدس وفرض سياسة الأمر الواقع بتكريس الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية, وتنكرها لحل الدولتين مستغلة في ذلك أحوال الأمة العربية والإسلامية وانشغالها بمشكلاتها. أما عن أوضاع الأقلية المسلمة في دول العالم فحدث ولا حرج, حيث يتعرض المسلمون للاضطهاد والتطهير العرقي, وما يحدث في بورما المعروفة الآن باسم ميانمار هو خير دليل, حيث أسفرت أعمال العنف الطائفية بين البوذيين والمسلمين التي حدثت في الفترة الأخيرة عن قتل ما يزيد علي ألفي مسلم وتشريد نحو مائة ألف وحرق وهدم منازلهم والتمثيل بجثثهم, علما بأن بورما تضم عدة أعراق أخري إلا أن الاضطهاد موجه للمسلمين وحدهم. وفي الصين, يعاني المسلمون الإيجور الذين يصل عددهم إلي نحو9 ملايين الاضطهاد الديني والسياسي الذي بلغ الحد من الأنشطة الرمضانية. إن استمرار انقسام العالم العربي والإسلامي وانشغال كل دولة بمشكلاتها, هو ما جعل المجتمع الدولي يستهين به وبقدراته في اتخاذ أية إجراءات عقابية في علاقاتها بالدول التي تستبيح دماء المسلمين فيها. والمطلوب من القمة الإسلامية أكثر من مجرد بيانات الشجب والاستنكار لوضع حد لهذه الاستباحة للمقدسات الإسلامية وحماية الأقليات المسلمة في العالم, وذلك بإحالة هذه المشكلات إلي مجلس حقوق الإنسان لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. وما لم يحدث تحرك دولي في هذا الاتجاه, فالمتوقع ردود أفعال مساوية, إن لم تكن أشد ضراوة مما يحدث بحق المسلمين!! المزيد من أعمدة مها النحاس