تتعرض الأقلية المسلمة الروهنجيا في بورما لأسوأ عملية تطهير عرقي من قبل الجهات الحكومية والمتطرفين البوذيين. وقد وصفتها منظمة الأممالمتحدة ب إحدي أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم. وبالرغم من اعتراف المنظمة الدولية بذلك, إلا أنها لم تحرك ساكنا أمام ما يجري في إقليم أراكان في غرب بورما, حيث يتمركز معظم مسلمي بورما الذين يصل عددهم إلي نحو مليون نسمة من إجمالي50 مليون نسمة غالبيتهم من البوذيين, فقد تم قتل أكثر من ألفي مسلم وتشريد ما يزيد علي تسعين ألفا آخرين في أحداث العنف التي تشهدها البلاد منذ يونيو الماضي, حين اندلعت الشرارة بعد الادعاء علي ثلاثة مسلمين روهانجيا بالاعتداء علي فتاة بوذية, فقام المتطرفون البوذيون بقتل المسلمين المقيمين في أراكان وأضرموا النيران في منازلهم, مما دفع بالعشرات منهم إلي الفرار إلي بنجلاديش. إن ما يتعرض له مسلمو بورما من مذابح وتهجير قسري, وهدم منازلهم ومساجدهم واغتصاب نسائهم يعد جريمة ضد الإنسانية. فإلي متي يظل الصمت الدولي إزاء هذه الجريمة التي تجري بحق هؤلاء؟ وهل تكفي بيانات الإدانة الصادرة عن منظمة حقوق الإنسان الأمريكية هيومان رايتس ووتش أو منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ موقف حازم من مجازر المسلمين في بورما؟ ومتي يتحرك الضمير العالمي لإنقاذ هؤلاء الناس بصرف النظر عن ديانتهم؟ ويا من تنادون بحقوق الإنسان دون تمييز في دين, أو جنس أو عرق, ألا ينطبق ذلك علي أناس يعيشون في بورما كل ذنب لهم أنهم مسلمون؟! وأين الإجراءات العقابية التي تتخذها منظمة الأممالمتحدة في مثل هذه الأوضاع؟ هل المطلوب هو إبادة المسلمين في هذه البقعة من العالم, أم أن التحرك الدولي لا يتم إلا في حالة تعرض مصالح الدول الكبري فقط للتهديد من أنظمة دول انتهت صلاحيتها عندهم؟! المزيد من أعمدة مها النحاس