الحديث عن مصر الجديدة التى نحلم بها جميعا لا ينبغى أن يقتصر على مشروعات يجب إنجازها أو طموحات مشروعة ضمن استراتيجية تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للناس وإنما ينبغى أن يتسع الحديث لما هو أعمق من ذلك بكثير لأن مصر الجديدة تعنى تغييرا أساسيا فى تكوين المجتمع بأكثر من كونها منشآت وطرق وجسور جديدة. الحديث عن مصر الجديدة ينبغى أن ننتقل به من ترف الأحاديث والرؤى إلى جدية الذهاب إلى واقع نستحقه كضرورة حياتية وإزالة كافة العقبات التى تعترض الطريق حتى لو أدى الأمر إلى إزالة وإزاحة مئات القوانين واللوائح العتيقة. إن مصر الجديدة لن تقوم لها قائمة إلا إذا ارتكزت على أعمدة العلم والخبرة وتحصنت جدرانها بالوعى والمعرفة وبما يمكن من احتضان كل ما يتم اتخاذه من إجراءات واجبة الاستحقاق لصنع التغيير الأساسى والجذرى للمجتمع. وربما يعتقد البعض أن الأمر سهل وميسور بالاستفادة من تجارب غيرنا وهذا أمر قد يبدو صحيحا فى ظاهره لكن علينا أن ندرك أن الدنيا تغيرت وإن كثيرا من التجارب التى يستدل بها على نجاح الانتقال من مجتمعات تقليدية متخلفة إلى مجتمعات عصرية استطاعت بالتنمية أن تتحول إلى نمور اقتصادية قد أنجزت تجربتها فى ظروف عالمية - اقتصاديا وسياسيا - تختلف كثيرا عن الظروف الراهنة ومن ثم فإن أقصى ما يمكن أن نفعله هو أن نستفيد من مدلول هذه التجارب وليس تقليدها تقليدا أعمي. وأظن أن حرص الرئيس السيسى على اختصار الزمن اللازم لتنفيذ حزمة المشروعات ولا يفهمه البعض جيدا هو انعكاس لفهم دقيق بأن ظروفنا المحلية والظروف الإقليمية والظروف الدولية وحسابات ومعادلات العصر الذى نعيش فيه لا تترك لنا خيارا سوى خيار السرعة قبل فوات الوقت! السرعة فى الإنجاز هى سلاحنا لبناء مصر الجديدة وليس هناك ما يدعو إلى الإبطاء والتكاسل بعد أن نجحنا فى تشخيص الداء وتحديد الدواء. خير الكلام: * لا تذم ما تجهل كيف تمدحه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله
