ما هى مصر الجديدة التى ننشدها ونحن نخطو هذه الأيام خطوات جادة وحثيثة لاستكمال بنود خارطة الطريق وإجراء الانتخابات النيابية التى لا نملك ترف تأجيلها فى ضوء التحديات الكبيرة التى يواجهها الوطن. إن مصر الجديدة التى نحلم بها هى دولة المؤسسات التى لا تلغى دور الفرد من خلال إطلاق حرية كل الطاقات والمبادرات الفردية فى الساحة السياسية وفى مؤسسات العمل والإنتاج والفكر والثقافة وبما يضمن بناء الفرد القوى الذى يمثل ركيزة الحلم والأمل فى نهضة الحاضر وحلم المستقبل. وهذا الذى أتحدث عنه يحتاج إلى عمق الوعى والإدراك لمعنى ومغزى تحديات العصر الذى تتسارع فيه موجات الانطلاق العلمى بشكل مذهل لم يعد يترك أمامنا من خيار سوى حتمية تحديث وتطوير نظمنا ومؤسساتنا التعليمية ودعم مراكز البحث العلمى وحسن احتضان ورعاية الموهوبين. ولا شك أن حلم بناء مصر الجديدة كعنوان لنظام 30 يونيو يفرض على من بيدهم الأمر إعطاء أولوية مطلقة لكل ما يدعم الأمن والاستقرار ومحاربة العنف والتطرف واستمرار ملاحقة كل أشكال الإرهاب وكافة مظاهر البلطجة وبغير ما حاجة إلى إجراءات استثنائية. وربما أضيف إلى ذلك اعتقادى بأن مصر الجديدة لا ينبغى أن تظل منكفئة على نفسها مهما تكن وطأة مشاكل الداخل لأن مصر الجديدة هى الدولة المحورية المدركة لأهمية تقوية علاقاتها مع أمتها العربية والحريصة على بناء أفضل علاقات التعاون مع شعوب قارتها الإفريقية احتراما لثوابت الجغرافيا واستيعاب كل دروس التاريخ التى تؤكد أن قوة مصر ارتبطت دائما بمدى فهمها ومدى التزامها بدوائر انتمائها! وأظن أنه فى ظل ظروف دولية معقدة وأوضاع إقليمية ملتبسة ومع استمرار حروب التحريض والكراهية فإن مصر الجديدة يجب أن تعطى الإشارات الواضحة لالتزامها الصريح بمباديء الشرعية وتأكيد استمرار مساهمتها الفعالة فى إرساء قواعد الأمن والسلم إقليميا وعالميا. مصر الجديدة تستحق أن تكون دولة قوية لأن الشعب الذى هب وثار فى 30 يونيو أعطى كثيرا من الإشارات والدلالات على أنه يمكن أن يكون دائما عند مستوى التحدى! خير الكلام: مفتاح النجاح فى القدرة على اغتنام الفرصة المتاحة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله