ينشغل الرأى العام هذه الايام بقضية الدعم التى تنشغل الحكومة بها ايضا وهذه الفزاعة تستخدم من الطرفين احيانا للاصلاح وكثيرا للتضليل. والسؤال المكرر الممل الذى يطرح نفسه من حين لاخر وأجده قد أطل برأسه هذه الايام هو «من يستحق الدعم»؟، لقد ذكر الله المساكين فى القرآن الكريم اكثر من ذكر الفقراء «11 مرة للمساكين مقابل 9 مرات للفقراء» ليس هذا فقط بل انه سبحانه وتعالى غالبا ماذكر المسكين مع اثنين ممن يحبهم «وهم ذوو القربى واليتامي» ومن هنا اقول: اذا كان لابد من الدعم فالمسكين اولى به من الفقير ..وعن المساكين يقول الله تعالى فى الآية 79 من سورة الكهف «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت ان اعيبها ..» تخيل ان مالك السفينة «مسكين» وعلى ذلك دعنا نتكلم بلغة العصر : الا يمكن ان يكون مساكين هذه الايام هم الطبقة المتوسطة .. هل يعنى امتلاكى سيارة ان احرم من الدعم او ان تنظر الى الحكومة نظرة مختلفة فتحاسبنى بمبالغ خيالية للكهرباء والماء والغاز .. ان مالك السفينة اطلق الله عليه «مسكين». ان الطبقة المتوسطة هى الطبقة التى تحافظ على مظهرها ..هم هؤلاء الذى تأبى كرامتهم ان يمدوا ايديهم وهم هذه الطبقة الذين نحسبهم اغنياء من التعفف .. هم البشر الذين لاهم لهم سوى تعليم ابنائهم حتى وان استدانوا. هم القاطرة البشرية التى تسحب المجتمع الى الامام .. لم اجد واحدا منهم يقف فى اشارة مرور او عند مطب صناعى يسأل الناس إلحافا فهذا يعطيه عطفا وهذا يمنعه .. فما أسهل المال الذى يأتى دون عمل . انقذوا مصر الغالية بدعم الطبقة المتوسطة، التى اختفت منذ زمن واختفت معها العزة والكرامة والحضارة والعلم والتقدم.. ادعموا التعليم فقط لابناءالطبقة المتوسطة، فهم أمل هذه الامة وطوق نجاتها.. ادعموا التعليم فقط، فإن غذاء العقول يفيد الف مرة اكثر من دخول الزيت والسكر الى البطون د. حسام أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العينى