المسكين والفقير ذكرهما الله فى القرآن الكريم فى مواقع عديدة، وقد اختلف الفقهاء فى التفرقة بينهما، ولكن أغلبهم أقر بالاحتياج الأكبر للفقير عن المسكين، رغم أن كليهما محتاج، وكلنا يعلم جيدا أن السفينة فى سورة الكهف كانت لمساكين يعملون فى البحر، أى أنهم مساكين، ومع ذلك يملكون سفينة. والمساكين أوصى بهم الله فى كتابه ثلاثا وعشرين مرة معظمها جاء مرتبطا بذوى القربى واليتامي، وهم من الممكن جدا ألا يكونوا من الفقراء، فكم من يتيم ورث مبالغ طائلة؟.. وكم من قريب أغناه الله بالمال ومع ذلك فقد أوصى الله للثلاثة «المسكين وذوى القربى واليتامي» مرتبطين، أما الفقراء فقد ذكرهم الله فى سبعة مواقع. وبلغة العصر، ألا يمكن أن يكون المساكين هم الطبقة المتوسطة فى أى مجتمع.. إنهم أناس يملكون بعض المال، لكنه لا يكفيهم لحياة كريمة، أرجو من الحكومة الجديدة القادمة أن تضع فى اعتبارها هذه الفروق جيدا وهى تدرس إعادة توزيع الدعم. إن المجتمعات كلها تتكون من الأغنياء والفقراء، ولكن يجب أن تكون الأغلبية من الطبقة المتوسطة التى تكد وتكدح.. تعرق وتتعب.. هذه الطبقة هى الخيول القوية التى تسحب المجتمع إلى الأمام، وهى الحريصة دائما على تعليم الأبناء، وتتمسك بالقيم والدين والأخلاق.وعلمنا التاريخ أن نجاح المجتمعات يتحقق بطبقته المتوسطة، والقياس القرآنى لهذه الطبقة يمكن أن يجعلهم من المساكين الذين أوصانا الله بهم وجعلهم فى مصاف ذوى القربى واليتامي. إن التفكير بالطريقة الحالية والاهتمام بالفقراء، وجعل الدعم من نصيبهم فيه ظلم كبير، قد يصل إلى الحرمانية لطبقة تعمل، ولكن دخلها لا يفى باحتياجاتها، فهناك بعض من يتسولون ولديهم دخول أكبر من رجال تحسبهم أغنياء من التعفف، فما يدخل جيوبهم شهريا قد يكون أعلى بكثير من هؤلاء المساكين دافعى الضرائب المحافظين على مظهرهم، ولعل الحكومة تنتبه إلى هذه الطبقة المظلومة. د. حسام أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العينى