عم محمد 65 عاماً..لايستطيع مضغ الطعام ..يزدرده ويبلعه دون مضغ..ليس له أسنان..أسقطها مرض السكر ..كل أمله أن يركب طقم أسنان..(مين حيديني ألفين جنيه تمن الطقم !!؟)..يقولها بحسره,أم شعبان سيده عمرها 50 عاماً ,زوجها مريض .عندها 5 أولاد,أخرجت الولد والبنت الكبري من المدرسه ليعملوا,الولد يعمل علي توك توك,يكسب 30 جنيهاً في اليوم,والبنت في مشغل ب20 جنيهاً يومياً,الدخل لايكفي الطعام والشراب والعلاج ,السكن ب500 جنيه,وصاحبه ألقي لهم الأثاث بالخارج لعدم دفع الإيجار,تريد من يدفع لها ثمن ماكينة خياطه لتساعد أسرتها بعد أن فكرت في العمل كخادمه في البيوت,لكن لكبر سنها لم تستطع ولم يقبلها أحد,ألآف بل ملايين القصص كهذه يعاني منها الشعب المصري هذه الإيام ,خاصة بعد إنضمام الطبقه المتوسطه وهي طبقة الموظفين ثابتي المرتبات والأجور إلي طبقة الفقراء,وهم الطبقه التي تزيد مصروفاتها عن دخلها,وهم في عرف الشرع مساكين كما قال الله عز وجل عن أصحاب السفينه في سورة الكهف(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً),فهؤلاء المساكين كانوا يعملون في البحر ويكسبون لكن مكسبهم لم يكن يكفي حاجتهم,وهذه الطبقه المتوسطه ساهمت القوانين الجديده لرفع الأسعار وتعويم الجنيه في إدخالها في طائفة المساكين,وهؤلاء المساكين ليس أمامهم إلا خيارات ثلاثه لسد العجز في دخولهم أما السرقه وألإختلاس من محل عملهم,وإما الرشوه وإما العمل الإضافي والذي قد يكون كثيرٌ منهم غير مهيأ له بحكم السن أو بحكم عدم توفره لإنتشار البطاله بين الشباب فما بالنا بكبار السن؟!,الوضع ألإجتماعي المصري شائك والسلطات المصريه تعتمد سياسة (جوع كلبك يتبعك),فهي تزيد الأعباء علي الطبقات الفقيره والمتوسطه ,لتشغلها بالبحث عن لقمة العيش عن المطالبه بالحريات أو تحسين الأوضاع السياسيه أو المشاركه في الحكم,ومن تمرد ولم ينشغل بالبحث عن رزقه ولم يستهلكه سعيه ,فالقوة الباطشه موجوده والتهديد بها قائم,كما قال السيسي(الجيش جاهز للإنتشار خلال 6 ساعات),وبدلاً من البحث عن وسائل للإصلاح الجاد بمنظومة إجتماعيه كامله للرعايه وإعطاء حقوق الناس الأساسيه,من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وعلاج وتعليم,مازال إستخدام الإسلوب البالي القديم والشو الإعلامي المصطنع,من عطف الرئيس علي الفقراء وإستقبال فتاه مكافحه( مني بدر) ,وتبرع الرئيس من جيبه الخاص لها بتأثيث شقه وخلافه ,إستجداءاً لمشاعر العامه ,وتخديراً لعواطفهم ولعب علي الجانب الأبوي للرئاسه والذي لايوجد في أي نظام في العالم يحترم شعبه ويعطيه حقوقه الأساسيه دون منٍ ولا أذي,فلم نسمع أن ميركل إستقبلت شفاينشتايجر الفلاح الألماني الفقير وتبرعت له أمام وسائل الإعلام من مالها الخاص بشقه أو أثاث,ولم نر أولاند يستقبل ماريا الفرنسيه ويأمر لها بماكينة خياطه من ماله الخاص,ولم نر كاميرون يذهب إلي جون الفقير البريطاني وأسرته ويعطيه توك توك ليعمل عليه من ماله الخاص ليعول أسرته!,الدول المستقره المحترمه تنظمها قوانين وقواعد في العلاقه بين الحاكم والمحكوم,الحاكم خادم عند الشعب يرعي شوؤنه براتب,والشعب يراقب أداءه عن طريق برلمان حقيقي ورأي عام وصحافة حره,وإذا تجرأ الحاكم علي القانون أو تجاوز حدوده فإن الشعب يعزله, وللشعب حقوق أساسيه أولها القيام بالواجبات الأساسيه بما يحفظ له حياته وكرامته,بحقه في المأكل والمشرب بحيث يتقاضي راتباً يكفيه وأولاده ويسد مؤونته فلا يمد يده لأحد أو يعاني من الجوع والعطش ومثلها الملبس وحقه في ملابس تقيه حر الصيف وبرد الشتاء,وحقه في مسكن يأويه وأسرته ويكون إيجاره مناسباً له ,فلا يكون 100 ضعف راتبه لو كان تمليكاً,أو 100% من راتبه لو كان إيجاراً كما هو الحال في مصر,بل لابد أن لا يزيد عن 15% من راتبه كما هو في دول أوربا,كذلك حقه في العلاج ,بتأمين صحي شامل لكل أفراد الشعب بنسبة لاتتعدي 10% من دخله ,يتمتع فيها بكل الخدمات وألإمكانيات دون تفرقه,ودون بحث عن واسطه ليعالج علي نفقة الدوله ,أو الحصول علي دواء ,أو سرير في مستشفي,أو القيام بقوافل علاج مجانيه,أو جمعيات خيريه تعالج الناس,العلاج حق للناس جميعاً,وكذلك التعليم ويكون مجانياً وإلزامياً في سنواته ألأولي,ثم برسوم بسيطه بعد ذلك ,ومع رغبة الشخص في التعلم من الممكن أن يتحمل جزءاً, مع إصلاح منظومة الرواتب,والحادث أن الدوله تقول إن التعليم مجاني لكنه في حقيقةألأمر يستهلك أكثر من نصف ميزانية البيت المصري في الدروس الخصوصيه والمدارس والجامعات الخاصه,لفساد منظومة التعليم,ويكفي أن بعض الفصول الدراسيه الحكوميه يصل فيها عدد الطلاب ل120 تلميذاً في الفصل الواحد,وبعضهم يجلسون علي ألأرض,هذه حقوق وليست مِنح ولا هبه من الحاكم,الذي يحاول تصوير نفسه للناس أنه يتحمل مالا يطيق,ولولا خوفه علي الوطن من الضياع لترك الحكم لإنه مُتعب,ولإنه زاهد فيه ,وحقيقة ألأمر أنه علي إستعداد لإبادة نصف الشعب في مقابل البقاء في الكرسي!,إذن فما هي الحلول لتدارك هذا ألأمر ,ولمنع ألأسماك من اللطم إذا إلقي المصريون همومهم في البحر ,هذا ما سنتناوله في المقال القادم بمشيئة الله تعالي ! كاتب وباحث مصري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.