يعتبر مرض تسمم الحمل من أكثر الأمراض التي تهدد صحة المرأة الحامل وقد يؤثر أيضا علي سلامة جنينها. ولا يرتبط هذا المرض بتسمم غذائي أو دوائي وإنما جاءت التسمية من المضاعفات الخطيرة له علي كل أجزاء الجسم إذا لم يتم علاج الحالة في الوقت المناسب. هذا ما أكدته أحدث دراسة بكلية الطب جامعة عين شمس تناولتها الطبيبة شيماء عبد الخالق في رسالة الماجستير تحت إشراف د. شريف عقل رئيس قسم أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس ود. شريف مكاوي ود. غادة منصور أساتذة أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس. وقد أوضحت د. غادة منصور أن هذا المرض عبارة عن متلازمة من الأعراض والعلامات والتحاليل التي توضح ارتفاع ضغط الأم وتورم بالجسم وظهور الزلال في تحليل البول. ولعل جميع الأطباء القائمين بالمتابعة الدورية للسيدات الحوامل يدركون تماما أنه عند ارتفاع الضغط يجب الكشف عن الزلال في البول للتفرقة بين ارتفاع ضغط الدم مع الحمل – وهو يحتاج الي علاج للضغط فقط – وبين تسمم الحمل الذي تمتد أعراضه إلي التأثير علي الكليتين، وقد يتطور إلي مضاعفات خطيرة من تكسير في كرات الدم الحمراء وارتفاع إنزيمات الكبد وسيولة بالدم، وربما انتهت الحالة بتشنجات وهي اسوأ المضاعفات، فضلا عن تضخم الكبد الذي قد ينفجر من الكبسول الخارجية مؤديا إلي نزيف داخلي قد يكون قاتلا. وفي أغلب الحالات التي يرتفع فيها الضغط بشكل لا يمكن السيطرة عليه بأعلي جرعات ممكنة من أدوية الضغط واستمرار تطور المرض وزيادة الزلال وقصور وظائف الكليتين يكون الحل الوحيد هو إنهاء الحمل فورا خوفا علي حياة الام، وذلك لأن المرض ينتهي بنهاية الحمل فهو مرتبط بالحمل فقط ويحدث لبعض السيدات دون غيرهن. وأشارت د. غادة إلي أن الدراسة شملت 160 حالة في المستشفي وعمل دوبلر لجميع الحالات، منهن 80 حالة مصابات بتسمم الحمل و 80 حالة حملهن طبيعي، للمقارنة بين دموية المشيمة في المجموعتين وتم قياس الزلال في البول لجميع الحالات. وبحثنا عن العلاقة بين قصور الدم في المشيمة باستخدام الدوبلر ثلاثي الأبعاد وزيادة الزلال في البول لنجد أنها علاقة عكسية فكلما قل الدم بالمشيمة زاد الزلال بالبول، مما يشير إلي أهمية نظرية التغذية الدموية في هذا المرض، وأنه ربما كان نقص وصول الدم بالمشيمة يصاحبه نقص أيضا للكليتين مما أضعف من وظائفهما مما يجعلنا في حاجة إلي الاستمرار في دراسة ما إذا كان بالإمكان التنبؤ بالمرض قبل حدوثه بمؤشرات في الدوبلر الثلاثي للمشيمة، وذلك لتفادي التعرض له من الأساس أو اتخاذ الإجراءات والاحتياطات والعلاجات اللازمة للوقاية منه. وتنصح د. غادة بالمتابعة الدورية لدي متخصصين وزيادة الرعاية الصحية والوعي الصحي لدي كل الحوامل، موضحة أن اهتمامهن بالمتابعة الدورية قد أدي للحد من هذه المضاعفات الخطيرة ولكنه لم يقلل من نسبة حدوث هذا المرض علي مستوي العالم. وعلي الرغم من استمرار الأبحاث العالمية حول هذا المرض إلا أنه حتي وقتنا الحالي ليس له سبب علمي واضح حتي يمكن للأم أن تتفاداه, ولكن تعددت النظريات حول هذا المرض ومن أهمها نظرية الأوعية الدموية، حيث يبدأ الخلل في المشيمة وقد يؤثر علي الأوعية الدموية ليتحول بعدها لتلف في أنسجة الجسم المختلفة بما فيها الكليتان مما يؤثر علي وظائف الكلي ويبدأ الزلال (الألبومين) في الظهور في البول وكلما ارتفعت كميته كان مؤشرا أسوأ. وقد تم نشر هذا البحث بالدورية العالمية لطب الأم والجنين وحديثي الولادة وسُجل بالدورية كابتكار لأن الفكرة لم تناقشها أي أبحاث علمية من قبل.
