متلازمة تسمم الحمل تنتشر في مجتمعنا بنسبة 7-10% من عدد الحوامل، وتظهر هذه النسبة في الحمل الأول ويظهر تسمم الحمل في صورة ارتفاع في ضغط الدم مصحوباً بنسبة الزلال في البول وقد يكون مصحوباً بتورم كامل في الجسد كله نتيجة لاحتباس الماء والملح في الجسم وتظهر هذه الأعراض غالباً في النصف الثاني من الحمل، وقد تظهر في النصف الأول في حالات خاصة مثل الحمل متعدد الأجنة والحمل الحوصلي وفي حالات ارتفاع الضغط. يقول الدكتور إبراهيم أحمد عون، أستاذ النساء والتوليد بطب الأزهر: تشتكي مريضة تسمم الحمل حسب درجة هذه المتلازمة حيث إنها قد تكون متوسطاً أو شديداً، وفي حالة تسمم الحمل الشديد قد تشتكي المريضة من صداع بالرأس وميل للقىء مع وجع في المعدة والكبد وزغللة في الإبصار، وهذا يعني خطورة عالية على الأم وعلى الجنين على حد سواء، ويتم اكتشاف هذه المتلازمة عن طريق قياس ضغط الدم ونسبة الزلال في البول في كل زيارة أثناء الحمل حتى يتم اكتشافه مبكراً وعلاجه مبكراً قبل حدوث المضاعفات، وهذه المضاعفات قد تتمثل في تأثير على القلب وهبوط حاد قد يحدث نزيفاً بأي مكان بالجسم في الرأس أو خلف المشيمة الذي قد يؤدي بدوره إلى استئصال جزء كبير من المشيمة أو كلها مما يودي بحياة الجنين ويعرض الأم للخطر وقد يؤثر على الكليتين وتؤدي إلى قصور في وظائفها الذي قد يؤدي بدوره إلى فشل بالكليتين. ويضيف الدكتور إبراهيم أحمد عون: وبالنسبة للجنين قد يؤدي إلى قصور في نمو الجنين ونقص في وزنه وقد يؤدي إلى وفاة الجنين في بطن أمه أو أثناء الولادة أو بعدها مباشرة وإذا بحثنا عن أسباب هذه المتلازمة، فإنه لا يوجد سبب واحد مقنع لحدوث هذه المتلازمة، حيث إن كل الأعراض الموجودة في هذه المتلازمة متضاربة ولا توجد نظرية واحدة بواسطتها يمكن تفسير كل المظاهر والشكوى لهذا المرض منها أن ارتفاع الضغط يؤثر على جدار الأوعية الدموية وعلى الصفائح الدموية التي بدورها قد تؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى المشيمة وبالتالي إلى الجنين وتحدث المضاعفات المذكورة على الجنين ولهذا يسمى هذا المرض مرض النظريات. ويرى الدكتور إبراهيم أحمد عون، لتلافي وقوع هذا المرض يجب متابعة قياس ضغط الدم ونسبة الزلال في البول ودرجة التورم في الجسم في كل زيارة أثناء فترة الحمل وقد يستلزم ذلك بعض الفحوصات المعملية مثل صورة وحمض البوريك ووظائف الكبد والكلى مع قياس كمي للزلال في البول، وتلعب الموجات فوق الصوتية دوراً مهماً في متابعة الجنين والمشيمة والمياه التي حول الجنين، وذلك قد يساعد في تحديد موعد وطريقة الولادة وقد توصف مخفضات لضغط الدم في حالة زيادة ضغط الدم وليس قبل ذلك لأن هذه الأدوية لها آثار جانبية على الجنين والأم وقد يسبب تسمم الحمل ارتجاج ما قبل الحمل وهو عبارة عن انقباضات وانبساطات في عضلات الجسم بما فيها الرحم نفسه وقد يؤدي إلى الغيبوبة وتتكرر هذه النوبات حسب شدة المرض، وفي هذه الحالة تزيد نسبة الخطورة على الأم والجنين معاً لذلك فإن الولادة قد تتحدد قبل موعدها بأسبوعين أو ثلاثة لمنع حدوث هذه المضاعفات وتجنب للخطورة العالية على الأم وعلى الجنين ولا تنتهي المهمة بالولادة سواء عن طريق الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية بل لابد من متابعة المريضة ومولودها بعد الولادة لمدة أسبوعين إلى أربعة حتى نتحقق من اختفاء هذا المرض الذي قد يؤدي بدوره إلى استمرار في ارتفاع ضغط الدم ومن المهم العناية بالكلى والقلب حتى نتجنب المضاعفات التي تحدث عليهما. ويوصي الدكتور إبراهيم عون كل سيدة حامل أن تسجل نفسها مع إخصائي النساء والتوليد والمتابعة أثناء فترة الحمل واتباع تعليمات الطبيب المعالج مع الإقلال من ملح الطعام والسكر بالخبز الأبيض أثناء الحمل، خاصة في النصف الثاني منه.