سيناريو السقوط بدأ قبل التصويت.. والمشهد الدرامى كان متوقعا فى مفاجأة من العيار الثقيل .. اختار أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الافريقى لكرة القدم »الكاف« ، أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، رئيساً لاتحاد القارة السمراء لمدة 4 سنوات مقبلة، وبالتحديد خلال الفترة من 2017 وحتى 2021, فقد حصل على 34 صوتاً من أصوات أعضاء الجمعية العمومية، مقابل 20 صوتاً فقط حصل عليها الكاميرونى عيسى حياتو. ونجح أعضاء »عمومية الكاف« فى وضع حد لمسيرة حياتو فى رئاسة الاتحاد الافريقى التى بدأت عام 1988 وظل رئيسا للاتحاد لمدة 10598 يوما، ليأتى أحمد لإنهاء ذلك ، لاسيما فى ظل فضائح الفساد التى باتت تطارد رئيس الكاف السابق. وكانت استطلاعات الرأى التى نشرتها »الاهرام » امس بناء على تصريحات لرئيس اتحاد مقرب من معسكر احمد احمد رفض الكشف عن اسمه اكد انه سيحقق فوزا ساحقا بناء على سيناريو التصويت , حيث انه يضمن فى حوزته 14 صوتا على الاقل من خلال دول منطقة الكوسافا , وان هذا السيناريو ربما يكون الأسوأ الذى يمكن حدوثه لحياتو. فقد أكد ممثلو دول انجولا وبوتسوانا وجزر القمر وليسوتو ومدغشقر ومالاوى وموريشيوس وناميبيا وجزر سيشيل وجنوب افريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوى مساندتها لأحمد أحمد فى المنافسة الشرسة. وواصلت المصادر قراءتها لخريطة الانتخابات قبل ساعات من فتح باب التصويت بقولها ان جبهة مرشح مدغشقر كانت تضمن سبعة اصوات على الاقل من 12 صوتا من دول منطقة شرق ووسط افريقيا وهى بوروندى وجيبوتى وإريتريا وإثيوبيا وكينيا ورواندا والصومال وجنوب السودان وتنزانيا وأوغندا وزنزبار, ليرتفع العدد إلى عشرين صوتا مؤيدا له. أحمد أحمد، الذى يتولى منصب نائب رئيس مجلس النواب فى مدغشقر بجانب عمله كرئيس لاتحاد كرة القدم فى البلاد، نجح فى قلب الطاولة على حياتو واعتلاء عرش الاتحاد الأفريقي، بعدما تسلح بأصوات اتحاد أفريقيا الجنوبية لكرة القدم «كوسافا»، والتى تضم 14 اتحاداً وهى جنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوى وأنجولا وموزمبيق ومالاوى وليسوتو والسيشل وبوتسوانا ومدغشقر وسوازيلاند وناميبيا وموريشيوس وجزر القمر، كذلك الدول التى عانت كثيراً من ظلم حياتو مثل الجزائر التى تم حرمانها من تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 قبل أن يتم إسنادها للجابون، بعدما ألمح محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم إلى إمكانية منافسة عيسى حياتو على رئاسة »الكاف«، كذلك المغرب الذى تمت معاقبتها من جانب »الكاف« بالحرمان من المشاركة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2015، لمجرد أن طالبت بتأجيل إقامة المسابقة التى كان من المفترض أن تنظمها، بسبب تفشى فيروس »إيبولا« القاتل بالقارة السمراء فى ذلك الوقت. ولم تقف ازمات حياتو عند هذا الحد، بعدما منح الجابون شرف تنظيم النسخة الأخيرة من بطولة كأس الأمم الأفريقية على حساب الجزائر، نظراً لعلاقته الوطيدة التى تربطه بالرئيس الجابونى على بونجو. حياتو قبل الوداع: قوة الكاف فى التماسك .. وإفريقيا تستحق الكثير
وسط أجواء ساخنة ومتوترة .. جاءت فعاليات اجتماع «عمومية الكاف» التى بدأت بالنداء على الاتحادات ال54 أعضاء الكاف بالترتيب الأبجدى وتأكيد حضور كل منها الجمعية العمومية طبقا للائحة، ثم يتم تعيين ثلاثة أعضاء يختصون بكتابة محضر أعمال الجمعية العمومية، وتعيين أمين سر لأعمال الجمعية. افتتح حياتو الجمعية بكلمة قال فيها « يجب زيادة عدد المنتخبات الإفريقية فى بطولات الفيفا.. نتائجنا تؤكد أحقيتنا فى المزيد»، مضيفا: «ندعم بطولات الأندية التى وصلت لمراحل كبيرة من المستوي، وننظم أمم أفريقيا للمحليين لدعم البطولات المحلية». ودعا اتحادات كرة القدم الإفريقية إلى الاقتراع ل الوحدة، مروجاً ل خبرته وحكمته قبيل انتخابات رئاسة الاتحاد القارى للعبة (كاف) الذى يرأسه منذ عام وقال حياتو قوة الكاف تكمن فى وحدته وتماسكه، ويجب أن تبقى كذلك. .وأضاف كرئيس للكاف يتمتع بخبرة وحكمة لا مثيل لهما، أحثكم أياً كان قراركم، على اتخاذ خيار الوحدة، خيار المنطق، الخيار الذى يتيح لإفريقيا أن تبقى صلبة وتحظى بثقلها على مستوى كرة القدم عالمياً.ووعد الكاميرونى بالدفع من أجل حصول إفريقيا على عشرة مقاعد فى كأس العالم 2026 التى سيتم فيها زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48، معتبراً أن هذه الحصة تناسب مستوى تطوير كرتنا، وما تمثله قارتنا فى صفوف الفيفا.وسبق لإنفانتينو أن وعد بمنح إفريقيا من تسعة إلى عشرة مقاعد. ويعد حياتو (70 عاماً) آخر كبار النافذين فى عالم كرة القدم، بعد خروج الرئيس السابق للاتحاد الدولى (فيفا) السويسرى جوزيف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبى الفرنسى ميشيل بلاتيني، من دائرة السلطة بسبب الفضائح التى ضربت عالم كرة القدم منذ نحو عامين. .. و يغادر القاعة أثناء كلمة منافسه غادر الكاميرونى عيسى حياتو، القاعة التى يعقد فيها الكونجرس التاسع والثلاثون للاتحاد، مغادرة حياتو تزامنت مع الكلمة التى القاها منافسه أحمد أحمد.