لماذا تحرص إيران علي دعوة وتنظيمزيارات متكررة للأئمة والدعاة وفئات أخري من المجتمع منذ نجاح ثورة يناير ؟ وما الذي دفع وزير الأوقافإلي تحذير الأئمة والدعاة التابعين للوزارة من تلبية تلك الدعوات ؟ وفي ظل الزيارات السرية المتكررة لمراجع شيعية إيرانية ولبنانية وعراقية إلي مصر وافتتاحهم حسينيات شيعية بمختلف المحافظات, نحن بدورنا نتساءل عن حقيقة المد الشيعي في مصر السنية, وهل تشكل تلك التحركات علي الساحة المصرية خطورة علي الوحدة الوطنية أو تثير الفتنة المذهبية ؟ وما هو دور الأزهر في مواجهة تلك المخططات الشيعية ؟ وأخيرا وليس آخرا نتساءل عن حقيقة فتوي الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الراحل الذي أجاز التعبد بالمذهب الشيعي وقرر تدريسه بمناهج الأزهر ؟ وما صحة تلك الفتوي التي يستند إليها شيعة مصر؟ قضية المد الشيعي ومخاوف وزارة الأوقاف, والحسينيات الشيعية والمد الشيعي, هي في جملتها قضية ملحة شغلت الرأي العام ونحن بدورنا نطرحها للنقاش. جاء تحذير وزارة الأوقاف للأئمة والدعاة بعدم السفر لإيران ليكشف عن بعض الدعوات التي انتشرت في عدد من مساجد آل البيت في القاهرة والمحافظات التي تعرض علي أئمة ودعاة وزارة الأوقاف السفر لإيران. وتحمل تلك الدعوات توقيع بعض الشخصيات الدينية الإيرانية, وهو ما يخالف الأمور المتبعة داخل الوزارة التي تختار الأئمة والدعاة وترسلهم للخارج بصورة رسمية وتكون تلك الزيارات محددة الأهداف والبرامج, وما قامت به وزارة الأوقاف جاء بعد عدة أسابيع من بيان أصدره الأزهر الشريف يرفض فيه إقامة حسينيات شيعية في مصر, وهذا ما أكده علماء الدين وأئمة الأوقاف من تمسكهم بمذهب أهل السنة والجماعة ورفض جميع المحاولات الشيعية لإثارة الفتنة المذهبية في مصر. يؤكد الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق, وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أن مصر حصنها الله عز وجل بحب آل البيت, ولا جدال في أن حب آل البيت متغلغل في قلوب المصريين جميعا, وهو شعبة من شعب الإيمان لقول الله عز وجل قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي, كما أننا في الوقت نفسه نحب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ونقدرهم وبالتالي فالشعب المصري الذي يحب آل البيت ويحب صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم ليس بحاجة إلي أن يتشيع أو يقبل ما يصدر إليه بدعوي التشيع, وهنا نقول إننا نحترم كل العقائد والأفكار ونحترم الشيعة لكن لابد أن يكون هذا الاحترام قائما علي احترام الآخر في عقر داره, ولا يجب أن تكون هناك دعوات لنشر التشيع أو الصدام مع أهل السنة لأننا نرفض ذلك ونرفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة, وإذا كانت هناك أمور نختلف فيها مع الشيعة وهم يختلفون معنا فلا يجب أن تكون أساسا للصراع والتصادم ومن الممكن أن يحترم كل منا الآخر دون سعي لفرض الأفكار ونشر المذهب الشيعي. ويضيف أننا ندرس الفقة الإمامي بجامعة الأزهر ونعتبره علما دون حساسية وهذا يدل علي سماحة الفكر من ناحيتنا, كما أن عددا من علماء الأزهر الشريف في فترات سابقة رحبوا بالتقارب بين السنة والشيعة علي أساس ألا تقتلع السنة الشيعة أو العكس وأن يكون هناك احترام متبادل بعيدا عن الصدام والصراع, وهنا نقول إن التحذيرات التي أطلقها وزير الأوقاف وطالب فيها الأئمة والدعاة بعدم الاستجابة للدعوات الإيرانية لابد أن يلتزم بها الأئمة والدعاة حفاظا علي وحدة الصف وتقديرا لوجهة نظر قيادات المؤسسات الدينية وعلي الأئمة التعامل مع تلك التحذيرات باهتمام واعتبار أن ذالك واجب وضرورة. ويري الشيخ جابر طايع, مدير عام المساجد الحكومية بالأوقاف, أن التحذيرات التي أطلقها الوزير بحظر سفر الدعاة والأئمة لإيران وضرورة إبلاغ الوزارة في حالة وجود مثل تلك الدعوات يعد من واجب وزارة الأوقاف التي يتبعها الأئمة والدعاة وتشرف عليهم, ولابد أن يكون للوزارة الرأي الأول في مثل تلك الدعوات لأن الوزارة لها اتصالات تعرف من خلالها أسباب تلك الزيارات ومن يقف خلفها, ويشير إلي أن موقف الوزارة جاء بعد توافد بعض الشخصيات الإيرانية علي مساجد آل البيت بالقاهرة والأقاليم وتقديم دعوات مجانية مشبوهة لزيارة ما يسمي بالعتبات المقدسة بإيران وتحمل تلك الدعوات توقيع بعض الشخصيات الدينية الإيرانية, ولذلك كانت تعليمات الوزير الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي واضحة وحازمة في هذا الشأن وحذر الأئمة والدعاة من قبول تلك الدعوات وعدم الاستجابة لها, لأن الهدف منها بلبلة عقيدة الأمة, مؤكدا أن الوزارة لديها ثقة في الأئمة والدعاة وأنهم لن يستجيبوا لمثل تلك الدعوات وفي الوقت نفسه ستكون هناك إجراءات قاسية تجاه من يلبي تلك الدعوات المشبوهة, كما طالبنا الأئمة بضرورة إخطار الوزارة في حالة وجود من يقدم تلك الدعوات داخل المساجد. ومن جانبه يقول الشيخ حمدي سلامة إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة إن سفر الأئمة والدعاة للخارج لابد أن يدرس جيدا ولابد أن يعرف الإمام قبل السفر برنامج وأهداف الزيارة, وهنا أقول إن وزارة الأوقاف ترسل سنويا عددا من الأئمة والدعاة للخارج لإحياء ليالي شهر رمضان وصلاة التراويح مع المسلمين والأقليات الإسلامية في الخارج والسفر عن طريق الوزارة يكون محدد الأهداف والخطوات وهذا يكون بشكل رسمي لكن هناك بعض الأئمة يسافرون إلي إيران وهم لا يعلمون برنامج الزيارة التي تختلف عن زيارة أي دولة أخري لأننا نختلف كثيرا مع المذهب الشيعي, فالداعية الذي يسافر إلي إيران لن يكون الهدف هنا إلقاء الدروس الدينية والخطب والمواعظ لأنه لن يكون قادرا علي أن يذكر الصحابة ويشيد بهم, فمثلا في الخطبة أو الدرس الديني لن يكون الداعية قادرا علي ذكر مواقف الصحابة وبالتالي تكون الرحلة مقيدة ولها أهداف تختلف عن زيارة أي دولة أخري. ويضيف أنه في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حاليا وموقف المؤسسة الدينية وموقفنا جميعا من رفض نشر المذهب الشيعي في بلادنا والاعتراض الشديد علي إقامة حسينيات شيعية في مصر فإنني أطالب جميع الأئمة والدعاة أن يكون موقفهم متوافقا مع موقف المؤسسة الدينية الرسمية وأن يلتزم الأئمة والدعاة بكل التعليمات التي تصدرها الوزارة, لأننا جميع نعرف الأهداف التي تسعي إليها بعض الدول التي تختلف معنا ولا شك أن الهدف من تلك الزيارات هو نشر المذهب الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة وهو ما نختلف معه ونتصدي له ولن نسمح به أبدا. ويضيف الشيخ محمود الإبيدي إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية إن مصر العزيزة الغالية مرفوعة بفضل الله تعالي لأنها بلد الأزهر وبلد الألف مئذنة أو آلاف المآذن وهي مصر العزيزة الغالية المرفوعة بالأزهر الشريف الذي نشر ومازال وسيظل بإذن الله تعالي ينشر الإسلام الوسطي في ربوع وأرجاء العالم بأسره, مصر السنية هويتها ثابتة وأزهرها منهجه واضح يرفض رفضا قاطعا المد الشيعي بكل أشكاله وألوانه كما نرفض إغراء أئمة مصر الأزهر بالأموال من أجل تغيير مبادئهم الدعوية, وقال إن الأئمة والدعاة بصدد مشاورات واجتماعات من أجل عقد مؤتمر عام في مدينة القاهرة وندعو للمؤتمر الرموز الدينية وقيادات المؤسسات الدينية وعلي رأسها مؤسسة الأزهر الشريف لمواجهة المد الشيعي ومخاطره علي الأمة لاسيما مع الانفتاح الذي حدث بعد الربيع العربي.