أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للوفد المصري الذي يزور إيران حاليًا أن على الشعبين أن يضطلعا بدور ريادي أمام شعوب العالم، والاتحاد من أجل تحقيق ما أسماه العدالة وإرساء القيم الدينية في العالم. وذكرت وكالة مهر للأنباء أن نجاد قد استقبل أعضاء الوفد الإعلامي المصري الذي يزور إيران للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الخميني، وأكد أن الشعب الإيراني يكنُّ الاحترام لمصر وشعبها لوجود وشائج المحبة والأواصر الثقافية بينهما، وأن العوامل المعنوية والثقافية وثقافة وتاريخ وحضارة البلدين قد ربطت أحدهما بالآخر. وأشار نجاد إلى أن الشعبين كانا على الدوام من دعاة الحرية وتحرر البشرية، وتحسين وضع المجتمع العالمي, ومن المروجين للمحبة والمروءة في بلادهما، معربًا عن أمله أن يحقق الشعب المصري جميع أهدافه وآماله بأسرع وقت، وأن يتمكن بالتعاون مع الشعب الإيراني من اتخاذ خطوات مؤثرة لمساعدة البشرية. وقد حاول نجاد الهروب من الإجابة على سؤال حول موقف إيران من الوضع في سوريا، حيث أكد أنهم مع قيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن يجب ألا يتم هذا من خلال تدخل غربي، على حد زعمه. وتسعى إيران جاهدة إلى تعزيز علاقاتها مع القاهرة، فيما يراه مراقبون محاولة من جانب طهران للاستفادة من مكانة مصر في المنطقة، ولاختراق هذا البلد السني مذهبيًا عبر نشر المذهب الشيعي التي تعد إيران الراعية الرسمية له في العام. وتشهد مصر في هذه الأوقات حراكًا واسعًا من قبل متشيعين مصريين يقدرون بالعشرات بهدف نشر التشيع بين المصريين المعروف عنهم تمسكهم بالمذهب السني؛ وذلك بدعم من إيران راعية التشيع في العالم. ومن جانبه، أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه إقامة أية حسينيات في مصر، معتبرًا أن من شأن هذا الأمر "زعزعة الاستقرار" في البلاد. وجاء في بيان صادر من الأزهر: إن الشيخ أحمد الطيب "جدد" في لقاء مع رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في مصر مجتبى أماني "تأكيده على أن المصريين هم أكثر شعوب الأرض حبًّا واحترامًا وإجلالاً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يزايد علينا أحد في هذا الأمر"، وفقًا لفرانس برس. وأضاف شيخ الأزهر - بحسب البيان - "وعلى هذا الأساس فإن الأزهر الشريف يعتبر إقامة أي حسينية على أرض مصر زعزعة لاستقرار الوطن، وشقًّا لوحدة الصف وإضعافًا للنسيج الوطني". وقد أغلقت السلطات المصرية الحسينية التي افتتحها مؤخرًا رجل الدين الشيعي اللبناني علي الكوراني المقيم في قم. وذكرت مصادر موثوقة في القاهرة أن السلطات صادرت محتويات الحسينية من منشورات وملصقات وتسجيلات، وأنها أبلغت الموجودين فيها أن قرار الإغلاق نهائي. وكان الأزهر وعلماؤه وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف قد استنكروا زيارة قام بها إلى مصر رجل الدين الشيعي اللبناني الشيخ علي الكوراني، وعقده ندوات دينية خاصة داخل بيوت عدد من الشيعة بالقاهرة والمحافظات، وإلقاء محاضرات عن أهل البيت بحضور شيعة مصريين. ورفض الأزهر ونقابة السادة الأشراف هذه الزيارة، واعتبروها تبشيرًا بالمذهب الشيعي، و"خطًّا أحمر غير مقبول". يذكر أن إدارة مسجد الحسين بالعاصمة المصرية القاهرة قامت بإغلاق "الضريح" في ذكرى وفاة الحسين في 5 ديسمبر الماضي، ومنعت نحو 1000 شيعي تجمعوا من مختلف المحافظات لإحياء ما يعرف بذكرى استشهاد الحسين في كربلاء. ويؤكد مراقبون أن الشيعة في مصر رغم قلة أعدادهم استغلوا أجواء الحرية التي تتمتع بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، في إظهار تلك الطقوس الشيعية التي لم يكن لها أي وجود في مصر المعروفة بأنها إحدى معاقل المسلمين السنَّة في العالم، ولا يعرف للشيعة فيها أي وزن منذ أزمنة بعيدة.