شهد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى حضورًا إفريقيا متميزًا، فتم تكريم من: الكاتب والأكاديمى والناقد والممثل والمخرج النيجيرى "فيمى أوشوفيسان" وهو كمؤلف له لغة مسرحية خاصة نابعة من حضارة اليوروبا؛ وأستاذ له باع طويل فى تدريس الدراما فى جامعة إبادان وهى واحدة من أعرق الجامعات الإفريقية؛ وناقد له إسهاماته المهمة حتى أنه غادر مبكرا ليتلقى فى بلجراد جائزة “تاليا” واحدة من أهم جوائز النقد فى العالم. والممثلة والكاتبة والمخرجة والمنتجة الكينية “مومبى كايجوا” مؤسسة مسرح لوحة الفنون، التى يهتم مشروعها المسرحى بالتوعية الاجتماعية ضد العنف والمخدرات والأمراض القاتلة والدعوة لحلول السلام، وقد عبرت عن امتنانها لهذا التكريم الذى يأتى من الجزء الشمالى من القارة الذى اعتاد الانتماء إلى ثقافة أخرى حتى أصبح يطلق على الجزء الجنوبى وحده “إفريقيا”. ومن ضيوف المهرجان الشاعرة والمؤلفة والممثلة الكينية “سيتاوا ناموالى” التى شاركت فى المائدة المستديرة وعن الظروف التى تقف عائقًا أمام هذا التنظيم والتى فى معظمها تتكرر عبر القارة، والمؤلفة المسرحية الأوغندية “ديبورا آسيموى” إحدى مؤسسى ومديرى مهرجان كامبالا للمسرح الدولى بأوغندا التى استفادت من خبرتها بالعمل فى مؤسسة سان دانس-شرق إفريقيا الأمريكية وعادت إلى أوغندا لتعمل على بناء شبكة تعاون بين مسرحيى شرق إفريقيا ونظرائهم من المسرحيين فى العالم. وأخيرًا كانت المشاركة الفنية لفريق العرض المسرحى الرواندى “مسرحية إذاعية” الذى يحكى عن استخدام الإعلام كسلاح لتغييب العقول عن طريق لوى الحقائق وبث أكاذيب وإغراق الشعوب فى مشاكل سطحية عن الجنس وخلافه، فى إطار بسيط ولكنه غنى بالتفاصيل الأدائية وبالمعانى المتضمنه، مستخدمًا المشاكل المحلية ووضعها فى سياق الأكاذيب العالمية، ومضيفًا تفاصيل مصريه لا يخفى الذكاء الأيديولوجى من ورائها بوضع مصر فى قلب إفريقيا. وأثناء وجودهم تم تنظيم ندوة عن المسرح الإفريقى المعاصر، تحدث فيه معظم هؤلاء الضيوف مع المهتمين بالتواصل الثقافى والبحث الأكاديمى فى جذورنا الإفريقية، بمركز أوزوريس للفنون انتقلت فيها الحماسة والشغف الإفريقى إلى الحضور، وكان التعليق الأهم هو أن معرفة الفنانين الأفارقة وجهًا لوجه وتعريفهم بمسرحهم تختلف كلية عما هو موجود بالكتب، وقد اختتمت الشاعرة “سيتاوا” الحوار بجملة معبرة تماما عن جوهر المسرح الإفريقى: “أن المسرح يعلمك كيف يمكنك أن تخلق سحرًا من لاشىء”، والتى استعارتها “مومبى” وختمت بها كلمتها بحفل ختام المهرجان.