أيام قليلة وتشهد القاهرة عودة واحدة من أهم التظاهرات المسرحية التى كانت قد توقفت، شأن كثير من الفعاليات الدولية، عقب ثورة يناير؛ مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى الذى تأسس عام 1988 وأتم دورته الثانية والعشرين عام 2010. كان المهرجان فرصة لأجيال مسرحية للانفتاح على العالم ورؤية أفكار جديدة وربما صادمة تخلخل الأشكال التقليدية وتجعلنا نعيد النظر فى تصوراتنا وصياغتنا للعالم. يعود «التجريبى»، تحت رئاسة الأستاذ الدكتور سامح مهران. وقد أضيف إلى مسماه مصطلح «المعاصر» خروجًا من مأزق الاختلاف حول فكرة التجريب وأملاً فى اجتذاب أشكال مسرحية أكثر تنوعًا وحداثة، كما تم إلغاء مسابقته التنافسية ليحقق غايته كتظاهرة احتفالية وملتقى لحوار الثقافات دون نزاع حتى لو على جائزة. يكرم المهرجان فى هذه الدورة الممثل المصرى جميل راتب الذى درس المسرح فى فرنسا وأشترك فى أكثر من 40 عرضا مسرحيا فى فرنسا ومصر، وسعادة محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح ITI ومدير مهرجان الفجيرة للفنون ورئيس الرابطة الدولية للمونودراما، والكاتبة والمخرجة الأمريكية «تورانج يحيازريان» المؤسسة لشركة «جولدن ثريد» Golden Threadوهى أول شركة مسرحية أمريكية معنية بموضوعات الشرق الأوسط وقضايا المهاجرين، والممثلة والكاتبة والمخرجة والمنتجة الكينية «مومبى كاجوا»، التى يهتم مشروعها بالتوعية الاجتماعية ضد العنف والتعذيب والمخدرات والأمراض القاتلة والدعوة للسلام ومن أجل هذا أسست «كارافان الفنون»The Arts Caravan ، والمخرج المسرحى والأستاذ الأكاديمى الصينى «لو آنج» رئيس قسم الإخراج فى أكاديمية شنغهاى للمسرح ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة شنغهاى للمسرح والذى أخرج أكثر من 70 مسرحية فى الصين وخارجها وله العديد من الكتابات فى النقد ونظريات الإخراج، وأخيرًا الكاتب والأكاديمى والناقد والمخرج النيجيرى «فيمى أوشوفيسان» أول إفريقى يحصل على جائزة «تاليا» Thalia من المؤسسة العالمية لنقاد المسرح التى يتسلمها فى «بلجراد» عقب تكريمه فى المهرجان. شرفت أن أكون عضو لجنة المشاهدة والاختيار للعروض الدوليه هذه الدورة مع مجموعة متميزة من أكاديميين ونقاد وفنانى مسرح وبرئاسة المخرج المسرحى «عصام السيد» وقد شاهدنا ما يفوق 75 عرضا من مختلف أنحاء العالم اخترنا من بينها مجموعة تتميز بالتنوع فى الأشكال والأساليب والثقافات من بولندا وأمريكا وإثيوبيا ولبنان وتونس وتشيلى وإرمينيا والصين وغيرها، تطرح على الجمهور المصرى موضوعات ورؤى مختلفة ومثيرة.