تعقد الجامعة العربية، غدا الثلاثاء، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأوضاع المتردية فى مدينة حلب، وذلك بناء على طلب من دولة الكويت وتزكية عدد آخر من الدول العربية وبعد المشاورات التى أجراها أحمد أبو الغيط الأمين العامة للجامعة مع رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة وهى تونس. وأكد السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة، فى تصريحات ل «الأهرام»، أن الاجتماع سيبحث مختلف مفردات الأزمة السورية وسيصدر بيانا عاجلا يحدد فيه الرؤية العربية للتعامل معها فى ظل التطورات الخطيرة التى تشهدها فى المرحلة الراهنة. وكانت الكويت قد طلبت أمس الأول عقد جلسة فورية وطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى حلب وتوجيه المناشدات المطلوبة إلى المجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية، وذلك وفقا لما صرح به مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد عبد الرحمن البكر. وقد عبرت الجامعة العربية عن استهجانها إزاء تواصل القصف الجوى على مدينة حلب، وبشكل خاص قصف المستشفيات وتجمعات المدنيين، مؤكداً أن ما يتعرض له نحو ربع مليون سورى محاصرين فى شرق المدينة، من قصف عشوائى بالطائرات والبراميل المتفجرة وحصارٍ لا إنساني، يرقى إلى مرتبة «جرائم الحرب». وشدد الوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث باسم الأمين العام للجامعة ، على ضرورة سرعة تحرك الاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى من أجل وقف حمام الدم فى حلب، ومواجهة الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى الإنسانى التى ارتكبت، ولا زالت، خلال الأيام الماضية تحت سمع وبصر العالم. وأكد عفيفى أن القسم الشرقى من مدينة حلب تعرض لوضع إنسانى يفوق الاحتمال خلال الأسبوعين الماضيين، وأن التطورات الأخيرة تستدعى وقفة عاجلة من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي، بما فى ذلك من خلال مجلس الأمن، من أجل وضع حد لحرب الإبادة التى تتعرض لها هذه المدينة العريقة من أجل التوصل إلى وقفٍ فورى لإطلاق النار يسمح بدخول المساعدات إلى المدينة وببدء جهود الإغاثة التى يحتاجها السُكان بشكل عاجل. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه ستيفن أوبريان رئيس مكتب الشئون الإنسانية فى الأممالمتحدة أن المدنيين الذى يتعرضون للقصف فى مناطق شرق حلب التى يسيطر عليها الإرهابيون يواجهون مستوى من الوحشية غير المسبوقة. وأصدر أوبريان نداء جديدا لتخفيف معاناة نحو 250 ألف شخص، ودعا إلى «العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذى يعيش فيه المدنيون. ودعا الأطراف المتحاربة إلى السماح بعمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم فى أشد الحاجة إلى الرعاية. وذكرت الأممالمتحدة أن إمدادات المياه والغذاء فى شرق حلب تتناقص بشكل خطير، بينما توقفت جهود إدخال قوافل مساعدات عبر الحدود التركية إلى حلب، بسبب العمليات القتالية. وفى موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى جون كيرى ناقشا فى محادثة هاتفية تطبيع الوضع فى مدينة حلب السورية بالإضافة إلى وقف الأعمال القتالية فى سوريا. وعلى الصعيد الميداني، تواصل المعارك بين الجيش السورى وجماعات الإرهابيين فى محور معامل الشقيف، بينما تستمر المعارك فى محيط المعامل. وأشارت المصادر إلى وقوع اشتباكات فى محور المناشر بحى جوبر عند أطراف العاصمة، بينما ساد الهدوء منطقة قدسيا التى شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات ومظاهرات، ومن المنتظر أن يكون قد جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل كامل فى البلدة. ..وتعرب عن دهشتها لاستبعادها من اجتماع باريس بشأن ليبيا كتب مندوب الأهرام : أعرب الوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الجامعة العربية عن الإندهاش من عدم دعوة الجامعة للمشاركة فى الاجتماع الوزارى الذى دعت اليه الحكومة الفرنسية حول الأزمة الليبية والذى سيعقد فى العاصمة الفرنسية اليوم. وأوضح فى تصريح له أمس أن التوصل الى تسوية سياسية للأزمة كان وسيظل على رأس أولويات الجامعة العربية ويعتبر من صميم مسئولياتها وهو ما أعاد وزراء الخارجية العرب التأكيد عليه خلال اجتماعهم الأخير فى الثامن من سبتمبر الماضى وأيضا خلال اللقاء التشاورى الذى عقدوه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فى 21 من الشهر نفسه ولفت عفيفى الى أن هناك زخما عربيا متصاعدا لاضطلاع الجامعة العربية بدور أكثر فعالية ونشاط لتشجيع جهود الوفاق الوطنى واستكمال تنفيذ الاتفاق السياسى الموقع فى الصخيرات وهو ما دفع الدول العربية الى تأييد مقترح الأمين العام بتعيين ممثل خاص للقيام بالاتصالات اللازمة فى هذا الاتجاه مع المجلس الرئاسى ومجلس النواب المنتخب وجميع القوى الليبية الأخرى وكذلك مع الأطراف الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن الليبى. وأشار عفيفى الى أنه من هذا المنطلق توقعت الجامعة العربية بأن يتم إشراكها فى الاجتماع الوزارى الذى سيعقد اليوم فى باريس وفى أى تحركات دولية ترمى إلى تسوية الأزمة الليبية مؤكدا أن الدعم العربى الجماعى لهذه الجهود يعد شرطا أساسيا لتأمين فرص النجاح لها.