لليوم الثالث على التوالي، واصلت تركيا عمليتها العسكرية فى شمال سوريا «درع الفرات»، حيث أرسلت أمس أربع دبابات إضافية إلى مدينة جرابلس، ليرتفع العدد الإجمالى للدبابات إلى 24دبابة. وذكر شهود عيان أن مزيدا من الدبابات توغلت داخل الحدود السورية قادمة من تركيا، فيما سمع انفجارات بعدها مصدرها مدينة جرابلس فى مؤشر على استمرار العمليات فيها. وفى وقت سابق، أعلن فكرى إيشيك وزير الدفاع التركى أنه تمت السيطرة على المدينة، وأن ما يجرى الآن هو عملية تطهير من بقايا مسلحى تنظيم داعش الإرهابي. وفى السياق نفسه، نفى بن على يلديريم رئيس الوزراء التركى مزاعم تركيز أنقرة فى عمليتها العسكرية المستمرة فى سوريا على الأكراد، معتبرا أنها «أكاذيب».وقال يلديريم «سنواصل العمليات حتى ضمان أمن حدودنا، وحتى طرد عناصر داعش خارج المنطقة». وأضاف أن«هناك تنظيمات تسعى لتشكيل دولة فى سورياوتركيا لكنها لن تنجح». ومن جانبها، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أنه تم تأجيل لقاء خلوصى آكار رئيس هيئة الأركان فى الجيش التركي، بنظيره الروسى فاليرى غيراسيموف، والذى كان مقررا له أمس الجمعة. وأشارت الوكالة إلى أنه كان متوقعا أن يزور الجنرال غيراسيموف هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية فى أنقرة، إلا أنه لم يصل بعد. وذكرت أنقرة فى وقت سابق أنها تنسق مع روسيا بشأن العملية العسكرية التى تشنها حاليا فى سوريا. ومن جانبه، أكد العقيد أحمد عثمان قائد ما يسمى ب «جماعة السلطان مراد» إحدى جماعات المعارضة السورية المسلحة المشاركة بعملية تحرير جرابلس، أن المعارضة تهدف إلى التحرك غربا فى المرحلة المقبلة من عمليتها المدعومة من تركيا ضد «داعش»، وهى المهمة التى قد تستغرق شهورا. وقال عثمان إن «مسلحى المعارضة لا يرغبون فى قتال القوات الكردية التى تقدمت فى شمال سوريا فى إطار عملية منفصلة ضد داعش، إلا أنهم قد يفعلون ذلك إذا اقتضت الضرورة». جاء هذا فى الوقت الذى عقد فيه وزيرا خارجية روسيا وأمريكا سيرجى لافروف ونظيره جون كيرى اجتماعا فى العاصمة النمساوية جنيف لبحث تطورات الوضع الميداني، ومحاولة استئناف محادثات السلام. وصرحت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية بأن «تنظيم التنسيق المكثف بين موسكو وواشنطن فى محاربة الجماعات الإرهابية فى سوريا تتصدر أجندة مباحثات الوزيرين». وأضافت أن العمل الخاص لاتخاذ موقف مشترك «روسي- أمريكي»، من التسوية السورية دخل «مرحلة مصيرية». وعلى صعيد متصل، بدأ تنفيذ اتفاق تسوية داريا بريف دمشق بهدف إخلاء المدينة من المسلحين وعودة الحياة الطبيعية إليها. وذكرت الوكالة السورية للأنباء»سانا» أن الاتفاق يقضى بخروج 4000 عائلة وأسرة من المدينة ونقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة فى عدة مناطق فى دمشق وريفها، إلى جانب خروج 700مسلح من المدينة وانتقالهم إلى مدينة إدلب بعد تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة إلى الجيش السوري. من جانبها، أعلنت الأممالمتحدة عن قلقها من العملية الجارية فى داريا، مشيرة إلى ضرورة ضمان أمن المدنيين من جانب مختلف الأطراف فى سوريا، وعدم تعرضهم للخطف أو الاعتقال. وفى السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو اقترحت انضمام الجانب اليابانى إلى العملية الإنسانية فى مدينة حلب. وأوضح المكتب الإعلامى للوزارة أن أناتولى أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسى تقدم بهذا الاقتراح لوزارة الدفاع اليابانية خلال لقاء عقده مع السفير اليابانى فى موسكو تويهيسا كودزوكي. ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستقوم خلال العام الحالى بتنظيم برامج تدريب لكوادر طبية وفرق تمريض سورية فى الصين وذلك فى إطار العلاقات التى تربط بين البلدين. وصرح وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية بأن العملية تأتى بمناسبة مرور 60عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.