لا أستطيع إرضاع وليدى..لا أستطيع النوم.. وزن طفلى لا يزيد مع الرضاعة الطبيعية.. لدى تشققات فى الحلمة مؤلمة مع الرضاعة.. لدى توءم وأريد إرضاعهما طبيعيا.. أريد العودة إلى عملى مع استمرار الرضاعة لمدة سنتين.. كل هذه المواقف تواجه الأمهات وخاصة الحوامل لأول مرة، وللأسف كثير منهن يلجأ للحل السهل ويبدأن فى إعطاء الطفل لبنا صناعيا وبذلك تفقده الميزة الربانية التى وضعها الله فى لبنها. ................................................................................................. د.رانيا حسنى أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة واستشارى الرضاعة الطبيعية توضح أن كل هذه المواقف لها حل، ولكن على الأم أن تعد نفسها قبل استقبال مولودها حتى تكون على دراية بأسس الرضاعة الطبيعية، وأولها هذه «لا تفوتى الساعة الذهبية» وهى الساعة الأولى من عمر الطفل، فلا تحرمى نفسك وطفلك من فرحة هذه اللحظة، فأثناء الولادة يصل هرمون يسمى (أوكسيتوسين) لأعلى مستوياته ليتقلص الرحم، وهو المسئول عن الشعور بالاستمتاع واللذة، ويقوى الرابط بينكما، ويقلل اكتئاب ما بعد الولادة، وإذا كانت حالة الطفل مستقرة بعد الولادة مباشرة، فضعيه بدون ملابس على جسمك، وضعى رأسه بين ثدييك وضميه، وستندهشين كيف يستخدم طفلك حركة الزحف ليصل لثديك، ثم يمسكه ويرضع بنفسه، ويسمى ذلك التعلق الذاتى، وعادة ما يتعلق الطفل بالثدى من 30 إلى 60 دقيقة، وهو ما يحقق نتائج ممتازة للرضاعة الطبيعية، كما أن درجة حرارته، وتنفسه ومعدل ضربات قلبه تستقر بشكل أفضل على جسم الأم، فالطفل يعرف رائحة أمه وصوتها داخل الرحم، ويحتاج أن يجدها فى عالمه الجديد ليشعر بالأمان. وتؤكد د. رانيا أنه فى الساعات القليلة الأولى من حياة الطفل، يكون منتبها وشديد الحساسية، وما يأخذه يطبع فى ذاكرته وأحيانا يصعب تغييره، وبعضهم يفقد الرغبة فى الرضاعة الطبيعية بعد تذوق الجلوكوز لطعمه الحلو بعكس لبن الأم، مما يجعله يستاء كثيرا من لبنها، وللأسف تعطيه معظم المستشفيات لحديثى الولادة بشكل روتينى، وأحيانا نجد مقاومة من الممرضات فى تغييرهذه العادة. والأصح هو وضع الطفل بملامسة جسم أمه، فى محاولة للرضاعة خلال الساعتين الأولى بعد الولادة، فهذا يضمن رضاعة طبيعية ناجحة لعامين. ولا يفضل إبقاء الطفل فى غرفة الأطفال إلا إذا كانت الأم متعبة جدا ولا يوجد أحد من الأسرة للاعتناء به. وتضيف: ليس صحيحا أن الأم التى تلد قيصريا لبنها ليس كافيا، ولا خوف على الطفل من التخدير النصفى ولا المسكنات أو المضادات الحيوية التى تأخذها الأم. وهناك عدة طرق لإرضاع الطفل طبيعيا، وللأسف هناك 85 % تقريبا من النساء يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية لأنهن لا يعرفن الوضع الصحيح وتقنيات الإمساك والإغلاق، لذلك من المفيد تعلمها أثناء الحمل، ويجب أن تجلس بشكل مريح دون إجهاد للعضلات، فالانحناء يسبب آلاما للظهر والرقبة، ويمكنها أن تسند الطفل على وسادة، خاصة فى الأسابيع الأولى، حتى لا تستخدم ذراعيها أو كتفيها أو ظهرها لحمله أثناء الرضاعة، ويجب أن يكون الطفل منتظما بدون التواءات، وأن يكون مواجها لجسم والدته، فإذا استلقى على ظهره ستلتوى رقبته أثناء الرضاعة، وقد يتسبب فى احتقان الحلمة، وتوجد عدة أوضاع للإرضاع: حمل الطفل على طريقة المهد، يستلقى فيه الطفل على جانبه فوق حجر أمه، مواجها لها، ويسند ظهره بساعد الأم، الذراع السفلى للطفل توضع تحت ذراع الأم، ليسمح للطفل بالقرب منها وتسحب ركبتيه إلى جسد الأم، وهناك طريقة المهد المقابلة (على الذراع المقابلة) يحمل الطفل بنفس الطريقة السابقة، لكن الأم تسند ظهر طفلها بالذراع المقابلة للثدى الذى يرضع منه الطفل، السبابة والإبهام يدعمان رأس الطفل من الخلف مثل حرف U. لا يجب أن تمسك الأم رأس الطفل بالكامل حتى لا تزعجه، هذا الوضع مفيد للأطفال حديثى الولادة بشكل خاص، أو الأطفال المبتسرين. وهناك طريقة كرة القدم يحمل الطفل على جنبه أو ظهره، تحت إبط الأم، يسند على وسادة بجانبها على نفس الناحية التى يرضع منها، تدعم الأم ظهر طفلها بساعدها، والسبابة والإبهام يوضعان تحت الرأس، ورجلا الطفل تمددان للخلف تحت ذراع الأم. أما وضع الاستلقاء على الجانب فيعتبر وضعا آمنا، وهو أن تستلقى الأم على جانبها على السرير فى مواجهة الطفل، مع ركبتى الطفل مسحوبة للداخل، هذا الوضع يسمح للأم بالتمدد والراحة أثناء الرضاعة، وهو الوضع المفضل لمعظم الأمهات. نصائح لزيادة اللبن وهناك عدد من الإرشادات التى تساعد الأم المرضعة على الحفاظ على كمية اللبن التى تكفى لإرضاع طفلها، وهى منع الجلوكوز بعد الولادة مباشرة، وإرضاع المولود حسب الطلب وليس بمواعيد ثابتة، على عكس كثير من الأطباء الذين ينصحون بأن تكون للمولود مواعيد ثابتة للرضاعة كل ساعتين أو ثلاث ساعات، فالجنين عند ولادته يحتاج أن يرضع فى الوقت الذى يحتاج للرضاعة، وضبط وضعه جيدا على الثدى، وعدم إعطائه أعشابا أو لبنا خارجيا أو ببرونة أو «تتينة»، وتنصح باختيار واحدة من حمالات الأطفال لتسمح للطفل بالرضاعة بينما تقوم الأم بالأنشطة المختلفة مما يجعله شخصا سليما صحيا وعقليا ونفسيا.