اللسان من أكثر الأعضاء التى توقع الإنسان فى المعصية، لذلك قيل: «إذا كان الكلام من فضة فإنّ السكوت من ذهب» جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه، فالصمت خصلة من خصال الإيمان وسبب موجب لصاحبه إن كان مؤمناً لدخول الجنان، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». وجاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «يا رسول الله أوصني، فقال: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله أوصني، قال: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله أوصني، قال: احفظ لسانك، ويحك وهل يكبّ الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم». والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرّم وعقوباته، فإنّ الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيّئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد الندامة. وإذا كان من الخير ومن تمام الإيمان أن تقول خيراً أو تصمت، فالنطق بالخير أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، وتعلّم الجاهل، وتذكر الغافل وتنذره من عقاب الله، وترشد الضال إلى طريق الهداية، ومن ذلك تلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل، والإصلاح بين المتخاصمين، وإفشاء السلام ومخاطبة الناس بطيب الكلام «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً».