اللسان ذو حدين؛ يتكلَّم بالخير ويَنطِق بضده، ومَن حفِظ لسانَه أراح نفسه، فالصمت راحة العقل، والنطق يقظته، فما أكثر من نَدِم إذا نطق، وأقل مَن ندم إذا سكت! فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليَصمُت)، فيجب على كل إنسان أن يكون رقيبًا على فمه من نفسه؛ حتى لا يُكَبَّ فى النار، وحتى يضمن له الجنة. لقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم معاذَ بن جبل رضى الله عنه حين سأله عما يُدخِل الجنةَ ويُباعِد عن النار، فذكر له شيئًا من الأعمال الإسلامية، ثم قال: (ألا أُخبِرك بمِلاك ذلك كله؟)، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه، ثم قال: (كُفَّ عليك هذا)، قلت: يا نبى الله، وإنَّا لمؤاخَذون بما نتكلَّم به؟! قال: (ثَكَلتْك أمُّك يا معاذ، وهل يَكُب الناسَ فى النار على وجوههم - أو قال: مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم)، وعن سهل بن سعد رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن يضمنْ لى ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه، أضمنْ له الجنة). لا تُرسِل لسانك فيُوقِعك فى مواقع الردى، وذاك التعاهُدُ بأنك حين تريد أن تتكلَّم فاذكر الله واتلُ القرآن، وإذا سكتَّ فاذكُر نظَرَه إليك ففى الحديث: (كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ذِكْرَ الله - عز وجل - والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر)، وقال بعض العلماء: العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأله، ولا يقول إلا لمن يقبل. اللهم احفظنا وأعنا على حفظ لساننا واجعله سبيلا لنا إلى الجنة.