ديوان من شعر العامية يحمل اسم إذا الشعب قال يعترف فيه مؤلفه بشير عياد بأنه لم يستطع كتابة قصيدة واحدة بالفصحي منذ بداية الثورة حتي الآن ولم يسعفه سوي الزجل فيما يشبه اليوميات علي حد قوله أما النصوص المختارة في الديوان فقد جاءت بلا ترتيب ولكنها تعطي صورة قريبة إلي حد بعيد وكان عدد كبير من العناوين والمفردات مأخوذا من الميدان ومن الشارع ومن ألسنة الناس لذا فهي ملك للجميع. في الديوان سنقرأ عن معاناة المصريين وهمومهم الصغيرة والكبيرة من خلال نسيج شعري يكشف اتساع مساحات وفضاءات القدرة لشاعر يجيد كل فنون الشعر بما فيها الرباعيات أحب قوالب الشعر عند أستاذنا يحيي حقي. ولماذا؟ لأنها كما يقول في كتابه هذا الشعر تعين علي نفي الفضول وعلي التمرد من أسر القافية فتجيء كل رباعية بمثابة الومضة المتألقة قد يتوهم المتعجل أن أضعف بيت في الرباعية هو بيتها الثالث غير المقفي, ولكنه في نظر يحيي حقي هو عماد الرباعية, ففي البيتين الأول والثاني عرض لأوليات الموقف, وفي البيت الثالث ارتفاع مفاجئ إلي القمة حتي يختم البيت الرابع فصول المأساة. يدلل علي ذلك أستاذنا حقي برباعية للفنان الكبير صلاح جاهين تقول: خرج ابن آدم من العدم قلت ياه/ رجع ابن آدم للعدم قلت ياه/ تراب بيحيا وحي بيصر تراب/ الأصل هو الموت ولا الحياة! وفي ديوان الثورة إذا الشعب قال.. للشاعر بشير عياد سنقرأ رباعيات لا تقل روعة عن رباعيات الشاعر الكبير صلاح جاهين لكنها تأتي بطعم بيرم التونسي مغموسة في عرق الناس. يقول الشاعر بشير عياد: حاضن تراب بلدي وباتبسم/ علمي علي صدري عليه بارسم/ أفواج حمام أبيض.. هلال وصليب/ مكتوب عليها الاسم مختوم ومتقسم انه الشعر عندما يخرج من بين صفوف الجماهير يحمل رائحة عرقهم وتراب الأرض وهموم كدح الحياة اليومي اسمعه أيضا يقول في قصيدة له كان منها عنوان ديوانه: إذا الشعب قال: إذا الشعب قال كلمته اسمعوها/ في لمح البصر ابدأوا ترجموها/ أكم من فرص فوق خيال البشر/ بتبقي ف ايديكم وبتضيعوها/ إذا الشعب قال كلمته اسمعوها وعن دولة فسادستان يقول بشير عياد: إبليس فتح مدرسة بتعلم الشياطين/ من صغرهم يكبروا شلة ومتحدين/ يعربدوا ويفسدوا ويكتروا الفاسدين/ وبمكرهم يلعبوا علي كل شكل ولون/ مرة باسم الوطن وعشرة باسم الدين/ وسنضحك معه ساخرين من هذا اللهو الخفي الذي نسمع عنه ولا نراه في قصيدة له تحمل هذا العنوان: يا حضرة اللهو الخفي/ باين عليك واثق حويط/ وكبير.. كتير.. واسع.. غويط/ أكبر من البحر المحيط/ طب ليه تملي بتختفي/ يا حضرة اللهو الخفي أما في قصيدته عن الحرامية والمتحولين فيحكي عن هؤلاء الذين يسرقون الثورة فيقول: شوف كام متحول نطوا وركبوا وقالوا احنا مجاهدين/ واحنا اللي باسم الشعب وقفنا وحاربنا الفاسدين/ واحنا اللي الخ الخ الخ الخ ليوم الدين/ وف غمضة عين لقيناهم أهل الفضل الثوريين/ وجميعا عملوا الواجب! والشهداء؟ في البيت نايمين!