إذا الشّعْبِ قالْ كِلْمِتُهْ إسْمَعُوها في لمحِ البصرْ إبدأوا تَرْجِمُوها أكَمْ مِنْ فُرَصْ فوقْ خيالِ البَشَرْ بتبقى ف إيديكُمْ وبتْضيَّعوها إذا الشَّعْبِ قال كِلْمِتُهْ ... إسمعوها هكذا بدأ الشاعر بشير عياد ديوانه" إذا الشعب يوما أراد " والصادر حديثا عن "بورصة الكتب" وهو الديوان الأول للشاعر بشير عياد في مجال الزجل. الديوان يمثل يوميات لما جرى في مصر قبل أيام من اندلاع الثورة، حيث قدم عياد رؤية مغايرة لشاعر يقرأ الأوضاع بتأني، فالثورة بدأت وهو في الكويت للمشاركة في ندوة ثقافية، ومن الكويت بدأت شرارة الديوان الأولى، ففي خضم قلقه على مصر، وخلال متابعاته للأخبار في القنوات الإخبارية وبداخله حالة من الاكتئاب والشعور بقسوة الغربة، وجد نفسه يكتب قبيل منتصف ليل 26 يناير أولى قطرات الديوان الذي يصر على كونه زجلا وليس شعرا، فكانت بداية قصيدة "خايف" وفيها يقول(شايف غيوم في السما/ على الارض شايف دم ) ولم تكتمل إلا في 14 فبراير بعد تنحي مبارك. وبرغم عودته إلى مصر يوم جمعة الغضب، وتواجده باستمرار في ميدان الحرية في التحرير إلا أنه لم يستطع الكتابة إلا بعد تنحي مبارك، وفي ظل الفرحة والتفاؤل كتب أزجال مستبشرة متصورا أن الثورة نجحت لكنه يقول:" ولم أكن أتخيل أننا في حالة سكر وخدر، وأن الفرحة ستسرق منا في وضح النهار". ومن بين أزجال "إذا الشعب قال" قصيدته "ع المكشوف" التي يؤكد أنه ما أن نشرها حتى طلب منه الملحن التونسي "محمد علي الزوالي أن يقوم بتلحينها، وبالفعل قدمها الزوالي في تونس مفجرة شرارة الثورات العربية الأولى ويقول عياد في مطلعها : " عَ المكْشُوفْ/ حَقَقْ/ دقَّقْ/ رَكِّز/ شُوفْ/ إسحَبْ ورَقَكْ منْ غير خوفْ/ لو تِتْردِّد .. رَدِّدْ غِنوَةْ/ ردِّدْ أيِّ شعارْ معروفْ/ غمَّضْ عينَكْ ،، واحْلَمْ حبّةْ/ إوعى تخافْ من أيِّ ظروفْ/ اللعبةْ/ مُزايداتْ ع الفاضي !!/ وحروفْ تِتْشَبِّكْ ف حروفْ !!!/ واللي يربِّي الدّيبْ راح ياكْلُهْ/ ولا حَ يْساوي فْ نظَرُهْ خروفْ!!!!!/ يا كلامْ خَدَّرْنا ونَيِّمْنا/ عشِّمْنا بالحِلْم .. حْلِمْنا/ عَوِّمْنا على عُومُهْ وعُمْنا". ومن أجواء الديوان الجديد نقرأ : تِعِبْنا مِنِ الكِبْرِ والمَنْظَرَةْ ومِ الصّبْرِ عَ اللي جابونا وَرَهْ وِخُفْنا نحاسِبْهُمْ وضِعْنا بْسَبَبْهُمْ بقينا ما بين الأممْ مَسْخَرَةْ ولمَّا دَفَعْنا التّمَنْ مِنْ حياتْنا ما شُفناش غير الرّغيِ والثرثرةْ حرامي بيشرحْ أصُولِ الحلالْ وياخُدْ عمولتُهْ مَعَ السّمْسَرَةْ وقَوَّادْ يفنِّدْ تاريخ الطَّهارةْ أتاري الشَّرْفْ أصلُهْ كانْ عاهِرةْ !! وأجْبَنْ جبانْ كانْ يخافْ مِنْ خيالُهْ في ليلة وْضُحاها صَبَحْ عَنْتَرَةْ !! قولوا لْنا أيهِ الحلِّ يا اهْلِ الفكاكةْ ومِينْ السَّبَبْ في جميعْ ما جَرَى !! إذا الشَّعْبِ كانْ غلْطِتُهُ ثَوْرِتُهْ خُدُونا جميعًا نآنِسْ طُرَةْ !! يا إمَّا تشوفوا لنا حلولْ للفلولْ دي دي مِش " قِلَّة مُندَسَّةْ " مُسْتَهْتِرَةْ دي سرطان مِعَشِّشْ في كلّ الزّوايا وريحةِ العَفَنْ فايحة مِتْنَوَرَةْ فلابدّ مِنْ خَلْع كُلّ اللي خانوا ويمشُوا على الحَدِّ بالمَسْطَرَةْ يا إمَّا على الثَّورَةْ نِقْرَا " يا سين " ونطلبْ لها الرّحمة والمغْفِرَةْ حرامْ يتسرَقْ كُلّ حِلْم اتوَلَدْ حرامْ الأملْ يتوأدْ للأبَدْ وبعدِ الزّمانْ واللي كانْ للبلدْ يقولوا : ولادْها خانوها وْباعوها إذا الشَّعْبِ قال كِلْمِتُهْ .. إسمعوها ..