بعد إقالة حكومة «سبعة الصبح» التي هوجمت من النخبة بأنها تفتقد الرؤية، رغم أنها كانت تتحرك بين الغلابة والمهمشين لتشعرهم بوجود حكومة علي الأقل، جاءتنا حكومة «الإليت» التي خاطبت الصفوة وأصحاب «الياقات البيضاء»، لتقضي معظم وقتها في اجتماعات ولجان، وتركت الغلاء يفترس البسطاء والمحتاجين، حتي أطلق عليها عدد كبير من المواطنين بأنها «حكومة للأغنياء فقط»! وأيا كانت المسميات، فلسان حال الشارع يؤكد هذا الوصف، ونراه واضحا في ارتفاع أسعار السلع الأساسية لكل بيت من أرز وزيت وسكر وعدس وفول «الطبق المفضل» للأسر الفقيرة بعيدا عن أسعار اللحوم والدواجن والأسماك التي تخص القادرين مهما ارتفعت أسعارها! وإذا خرجت الشكوي من أفواه أولئك المعوذين، يخرج علينا وزير التموين، بأن الأسعار في متناول الجميع، والسلاسل التجارية جار افتتاحها، ونقاط السلع متوفرة لدي البقال التمويني، وكأنه يريد أن يشير إلي أنهم ماذا يريدون بعد ذلك؟ وبعيدا عن الغذاء، إذا تحمل الفقراء الحرمان من بعض السلع لارتفاع ثمنها، فمن يستطيع أن يقاوم أسعار الدواء التي قفزت فجأة بنسبة 20%، بموافقة وزير الصحة ومباركة البرلمان، وخاصة الأدوية الشعبية التي يقل ثمنها عن 30 جنيها، دون أن يمس الغلاء أسعار الأدوية التي تحقق أرباحا 500%، وتعالج أمراض الرفاهية، بعكس الأدوية الأساسية التي تخص السكر والضغط والعيون، حتي بلغت البجاحة ببعض شركات الدواء أن تتوقف عن الإنتاج انتظارا لرفع الأسعار علي مرمي ومسمع من الأجهزة الرقابية ونقابة الصيادلة. وتكتمل منظومة الغلاء بقرار خفض سعر الجنيه لتشجيع التصدير، وتخفيض سعر الدولار، في حين أننا ليس لدينا ما نصدره، ولم ننجح حتي الآن في السيطرة علي سعر الدولار، الذي أضرم النار بالأسواق، فضاعف أسعار جميع السلع والخدمات، ومازال يواصل الصعود متحديا الحكومة، التي وصفها الشارع «بحكومةالأغنياء فقط»، ولا عزاء للفقراء! [email protected] لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل