نبض الشارع المصرى تعالى مع حملة الغلاء المستمرة التى طالت كافة السلع مع قدوم شهر رمضان المبارك،وهو ما دفعنا الى ضرورة اختراق الأسواق،والتجول والاختلاط مع المواطن البسيط وأيضا البائع لنقل صورة حية بدون أية رتوش ،للتعرف على مجريات الأمور ورصد ردود أفعال طرفى الأزمة. كل حاجه غليت ، بيتى مادخلتوش اللحمة البلدى من يوم العيد الكبير اللى فات ، طبخة اللحمة بقت تتكلف فوق ال 100 جنيه ، ماقدرش أكلف أكلة غدا يوم واحد بس 100 جنيه " .. هكذا قالت سيدة فى العقد السادس من عمرها ، كانت تشترى حاجياتها من السلع قبل دخول شهر رمضان الكريم . ذيلت كلماتها القاسية ،بقولها : "أنا على المعاش ، دخولنا زهيدة ،فى مقابل هذا الغلاء غير المسبوق ، لن أشترى "ياميش رمضان " ، إحنا بنلف حوالين نفسنا عشان نعرف نعيش " على الجانب الآخر ،يقف البائع عابسا ويقول " قفلت قفله مايعلم بها إلا ربنا ، الزبون بيجى يتفرج علينا ويمشى ، الأسعار بتزيد ،والسحب بيقل ، حركة البيع والشرا تقريبا واقفة ، فلوسنا جمدناها فى بضايع ،ومنتظرين السوق يتحرك ، مش عارفين إزاى ، الناس دخولها ثابتة والأسعار كل أسبوع بتزيد ، لكن ربنا يفرجها " وأمام منفذ لحوم مدعمه ، يصطف مالايزيد على 10 سيدات ،جاءوا لشراء كيلو لحم بسعر 60 جنيها ، بدلا عن سعر يتراوح بين 75 :90 جنيها خارج الدعم، إحداهما قالت "مرة ناكل ومرة ماناكلش ، العيشة غليت أوى ، الياميش بيدخل بيتنا مرة فى السنة كلها ،فى رمضان ، غير كده ما بنشتريش لا المكسرات ولا قمر الدين ،بس السنة دى مش ها نجيبه ، كفاية نقدر نأكل نفسنا فى الغلا اللى احنا فيه ده " بينما يفترش صاحب محل عطارة ،الرصيف من أمامه، فى إحدى المناطق العشوائية ملأه بالياميش ،يضع على كل جوال لافته بسعر الكيلو ، سعر لفة قمر الدين تبدأ من 25 الى 35 جنيها ، جوز الهند 30 جنيها ،كيلو الزبيب 40 جنيها ،المشمشية 65 جنيها ، التين 60 جنيها ، 350 جرام حلاوة طحينية ب 9.50 جنيه ،20 جنيها لكيلو العرقسوس ،البلح البريمو يبدأ من 8 الى 20 جنيها للكيلو ، 8 جنيهات لكيلو النشا ،،33 جنيها لكيس الأرز وزن ال 5 كيلو جرامات ، كرتونة مكرونة وزن 7 كيلو ب 45 جنيها ، كيلو اللوز أو البندق 125 جنيها ، عين الجمل 140 جنيها ،الفستق 200 جنيه ،الكاجو 150 جنيها .. ويؤكد ان الأيام التى تسبق شهر رمضان ،هى موسم الرخاء فى عرف العطارين جميعا ،بل وكل البائعين ، فالمصريون اعتادوا شراء كل احتياجاتهم من السوق قبل حلول الشهر الفضيل ، بدءا من السلع التموينية مرورا باللحوم وحتى الياميش والفوانيس ، ويضيف " أعلنت أسعارا رخيصة لتحفيز الناس على شراء المزيد فهذه الأسعار منخفضة تماما عن مثيلتها فى المدن والمحال التجارية الكبرى، لكن الناس أحجمت عن الشراء ، وحركة البيع فى المجمل ضعيفة ،وبعض الزبائن اختارت أن تخفض الكمية الى النصف بعد زيادة الأسعار الى مايقارب الضعف ، فى مقابل ثبات الأجور. وفى محال البقالة ، كان سعر الأرز يتراوح ما بين 6.5 :9 جنيهات للكيلو ،وزجاجة الزيت ما بين 11 : 17 جنيها ، وكرتونة البيض من 21 :24 جنيها ،وكيلو الفول المدمس من 10 :12 جنيها ،وكيلو اللبن من 7.5 الى 8.5 جنيها ، وكيلو السكر من 6:5 جنيهات ، والشاى يتراوح ما بين 44 :48 جنيها للكيلو ، و1.5 جنيه لعلبة الزبادى البلدى . وعند "الكاشير " ،كانت سيدة أربعينية تنتظر فاتورة مشترياتها ، وما أن انتهى الموظف من إعدادها ،حتى قررت السيدة الاستغناء عن بعض مشترياتها ،بسبب زيادة فى الأسعار لم تكن فى حسبانها حين أعدت ميزانيتها ، ثم قالت السيدة :"هنعمل إيه بس ؟! ، كل حاجة غليت ، كيلو الفراخ ب 24 جنيها وكيلو السمك البلطى ب 20 جنيها ،واللحمة نسينا طريق الجزارين ،مش هنشترى البقالة كمان ؟ " ، ذهبت السيدة بأسئلتها التى لم تكن تلقيها لأحد ولاتنتظر عنها إجابة ،هى تطلقها بعيدا عن بالها لترتاح من همها المثقلة به ؛ كيف لها أن تدبر معيشتها فى ظل هذا الغلاء ؟ ،فقط هذا ما أرادت ان تعبر عنه السيدة . فى حين قالت سيدة تفترش الأرض ،تبيع خضراوات بقدونس وجرجير عن ياميش رمضان " إحنا لما بنعوز نطبخ بنشترى كيلو أجنحة فراخ ب 15 جنيها يوم واحد فى الأسبوع عشان العيال ،باقى الأيام يوم نقلى بطاطس ويوم مكرونة وأى حاجه ، الياميش بتاعنا ،شوية بلح وزبيب وجوز هند ، بس السنة دى ما اعرفش هانقدر نجيبهم ولا لأ ، ولاد الحلال كانوا بيفتكرونا ،بس السنة دى ،الدنيا غلا ، والناس اللى كانوا بيوزعوا عليا أنا واللى زيى ،بيتهربوا مننا وبنروحلهم يقولولنا " ربنا يسهل " ،احنا عازرينهم ،الحاجات غليت الضعف ،ولولا الحاجه مكناش تعبناهم معانا . وفى أحد المحال الكبيرة ،كانت تقف سيدة ثلاثينية ،تنتقى من بين المكسرات ،قالت "هناك زيادة هذا العام فى أسعار الياميش تصل إلى 40 % مقارنة بالعام الماضى ، بالإضافة الى الزيادة التى أصابت السلع والخضر والفاكهة واللحوم أيضا ، وهو ما شكل عبئا كبيرا على كل الأسر المصرية ،ونال منا جميعا ، مضيفة أنها كانت تشترى كميات كل عام لتوزيع شنطة رمضان على عدد من المحتاجين ،لكنها هذا العام تجد صعوبة فى عمل ذلك ،بسبب التكلفة الكبيرة ، قاطعتها سيدة أخرى قائلة : اشتريت هذا العام نصف الكمية التى اشتريتها العام الماضى بسبب الغلاء .