قطاع الطيران كان ومازال إحدى دعائم الاقتصاد المصرى ومن هنا فإن التحرك السريع لاستعادة الحركة الجوية والسياحية الى مصر يحتاج الى تضافر الجهود من الجميع وجذب مزيد من الاستثمارات وخلق فرص للعمل بما يدعم الاقتصاد القومى وذلك من خلال استراتيجية شاملة لوزارة الطيران المدنى تتضمن أولويات العمل فى المرحلة المقبلة وعلى رأس هذه الأولويات الأمن والسلامة الجوية والمؤكد أن لدى وزارة الطيران رؤية واضحة لرفع كفاءة منظومة الأمن والسلامة بالتعاون مع الجهات المختلفة. وكذلك التركيز على آليات تطوير خدمة العملاء بجميع المطارات وشركات الطيران المصرية فمع المنافسة الشرسة لابد لنا من تحسين الخدمات وإضافة خدمات جديدة تلبى احتياجات العملاء وتطوير تكنولوجيا المعلومات بالمطارات وهنا يبرز سؤال حول لماذا لم يتم تشغيل البوابات الالكترونية لجوازات السفر بمطار القاهرة بصورة كاملة وتسويقها حتى الآن بالرغم من مرور عام على افتتاحها؟. حيث افتتحت تجريبيا فى 16 مايو من العام الماضى ولتحقيق ذلك فإن الاختيار الجيد للقيادات من ذوى الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة بالإضافة الى تطوير العنصر البشرى فى مجال الطيران وتدريبه والاهتمام بالمشروعات الخدمية لقطاع الطيران والتى ستسهم بشكل كبير فى ضخ استثمارات كبرى وخلق فرص عمل للشباب والاهتمام بالتسويق خاصة فى ظل المنافسة الشرسة من الكيانات العربية والعالمية والاعتماد بشكل أكبر على «التسويق الإلكترونى» الذى أصبح الأقل كلفة والأكثر تأثيرا فى الأسواق العالمية وأصبح فى مقدمة اساليب البيع والتسويق لشركات الطيران ويدعم كل ذلك مناخ الاستقرار بالبلاد.. كل هذا سيسهم بشكل كبير فى انطلاق منظومة الطيران المدنى المصرى ويساعد على استعادة الحركة الجوية والسياحية الى مصر. أما المطارات فقد أصبح الجزء الأكبر من دخلها حاليا لا يعتمد على الأنشطة الجوية فقط ولكن أصبحت المشروعات التجارية والاستثمارية تمثل أكثر من 60% من دخل المطارات ولعل مشروع «ايربورت سيتى» المشروع القومى العملاق لوزارة الطيران المدنى المصرى بتكلفة نحو 80 مليار جنيه ويوفر أكثر من 120 ألف فرصة عمل جديدة للشباب يشكل انطلاقة حقيقية للنشاط الاستثمارى والاقتصادى فى المطارات المصرية ومن هنا فإنه من الضرورى التركيز على المشروعات الاستثمارية فى مختلف المطارات المصرية ومشاركة القطاع الخاص وتطوير الخدمات للمسافرين وتوفير فرصة عمل للشباب وزيادة الربحية ودعم الاقتصاد القومى. إننا على يقين أن منظومة الطيران المصرى لن تنجح من طرف واحد ولابد لكل الأطراف أن تتكاتف وتتعاون معا ليتحقق النجاح.. فقطاع الطيران به الكثير من الكفاءات والخبرات التى تستطيع أن تقوده الى مزيد من التطور والإنطلاق.