لأول مرة في تاريخ مصر, يتوجه المصريون اليوم وغدا إلي صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم المقبل في السنوات الأربع المقبلة من بين ثلاثة عشر مرشحا يمثلون التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية والشباب. هذه الانتخابات التي انتظرها المصريون منذ عقود طويلة, أجبروا خلالها علي عدم السماح لهم باختيار رئيسهم, تعد لحظة فاصلة في تاريخ مصر, تبحث فيها عن صندوق أبيض يحمل لشعبها الخير والنماء والبناء والأمن والأمان. لقد أصبحنا قاب قوسين أو أدني من النجاح والانتصار في معركة الديمقراطية والحرية, وبتنا علي أعتاب مصر الجديدة يقودها رئيس منتخب انتخابا حرا نزيها, نأمل أن يحمل همومنا, ويحقق أحلامنا وأهدافنا التي رفعناها يوم الخامس والعشرين من يناير عام2011, وهي العيش والكرامة الإنسانية والحرية والعدالة الاجتماعية. إن مصر في حاجة إلي رئيس يتمتع بالإدارة الرشيدة واتخاذ القرارات في المواقف سلما وحربا, داخليا وخارجيا, سياسيا واقتصاديا واجتماعيا رئيس لديه رؤية للمستقبل, يعلي كلمة القانون والعدالة, ويحقق الاستقرار لجميع فئات المجتمع عن طريق قيام الدولة المدنية الحديثة, ويسعي لدعم العلاقات مع كل دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإفريقية خصوصا دول حوض النيل. ولأن مصر دولة محورية, لها ثقلها علي المستويين الإقليمي والدولي, فإنها تحتاج إلي رئيس يعيد الأمور إلي نصابها إذا تحكمت الأهواء في القائمين علي السلطات والأجهزة المسئولة, كلها أو بعضها بشرط ألا نترك له الحبل علي الغارب ليتحول إلي فرعون جديد. نحتاج رئيسا قويا يعيد التوافق والتعاون إلي مؤسسات الدولة, ويعطي الأمل للشعب الذي قام بثورته للتغيير نحو الأفضل, وليس من أجل أن يعيش حالة الثورة إلي الأبد.