أكتب إليك عن الفتيات مثيلاتى ممن قارب قطار الزواج أن يمر عليهن تاركا إياهن أشلاء محطمة بلا أمل بدواع كثيرة لا دخل لأخلاقهن أو طبائعهن أو سلوكهن بها، لكنها ظروف الحياة القاسية والبطالة المتفشية ونار الأسعار الحارقة، ثم فقدان الثقة فى شباب هذا الجيل تجاه الفتيات اللاتى يمنحن كل شيء بوهم «الحب الزائف» وكل شاب يعرف أن فتاته تدرك تماما أنه يلعب ويلهو بعواطفها وجسدها وهى الأخرى كذلك ..إنها المتعة المحرمة التى يحللها البعض بالزواج العرفى الأقرب إلى الزنا منه إلى الزواج، وتقف الدولة مكتوفة الأيدى دون أن تقدم قانونا واحدا أو حتى قرارا يبيح للرجل أن يمارس حقه الشرعى فيما أحل الله له بتعدد الزوجات ما دامت ظروفه تسمح بهذا التعدد صحيا وماليا، والزواج بأكثر من واحدة يمنع زلات الرجال والنساء معا ويساعد على نشر الفضيلة ومنع الرذيلة. إن أنانية المرأة تمنع هذا التعدد بل وتستأثر بالرجل لها وحدها مع أنها لا تحافظ عليه وإلا ما تركت لسواها الفرصة لأن تخطو داخل قلبه لتعويضه عما يفقده من حب واشباع بل واحترام مع زوجته التى رضى أن تكون المالكة الوحيدة له. هل تصدق يا سيدى أن بعض النساء بلغن من السن ما يمنعهن من إشباع أزواجهن فتضن عليه زوجته بأن ينهل من بئر جديدة, متعطشة هى الأخرى إلى الارتواء، وهل تصدق أن كثيرا من قصص الحب الطاهر يقتله الظلام ولا يرى النور ولا يتناسل ويموت فى مهده خوفا من الانتقام الأنثوى لامرأة شاخت وكأن هذا الزوج عقد ايجار قديم لشقة قديمة لا تصلح لسواها. وأنى اتساءل: لماذا رضيت النساء بأن يجمع الزوج بين أكثر من زوجة فى عهد الصحابة والرسول ويعترضن فى هذا الزمن على ذلك أجبنى .. برد نار لوعتى .. قل الحق والحقيقة .. رد عقلى إن كان قد غاب أو أكتم أنفاسى التى تتردد فى صدرى، لماذا لا يتم إصدار قرار أو قانون يبيح للقضاة الموافقة على الزوجة الثانية بعد التحقق من قدرة الرجل ماديا وصحيا واجبار الزوجة الأولى على الموافقة عليه وحرمانها من طلب الطلاق أو الخلع مع تعهد الزوج بألا ينجب أكثر من طفلين من الزوجة الجديدة؟. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ولماذا يتم اجبار زوجة على الاستمرار مع زوجها إذا رغب فى الزواج من أخري، واعترضت هى على هذا الزواج؟ إن استطاعة الرجل ماديا وصحيا لا تكفى لكى يتزوج بأكثر من واحدة ولابد أن يكون هناك رضا تام من جانب زوجته، فإذا رأت أنها باستطاعتها أن تتأقلم على الوضع الجديد، فلا بأس أن تكمل مشوارها فى الحياة الزوجية فى هدوء وراحة وطمأنينة، وإذا رأت أنها غير قادرة على ذلك فمن حقها أن تنفصل عن زوجها، ولا تعيش معه كرها، ولا يغيب عنا ما حدث فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدات فضليات طلبن الانفصال عن أزواجهن لعدم راحتهن معهم، وتحقق لهن ما أردن، بعد أن رددن إليهم ما أخذنه منهم. وأحسب أن الخلع وسيلة مناسبة لمن ترى أنها غير قادرة على التأقلم مع الوضع الجديد لزوجها، والعيب الذى تتحدثين عنه ليس فى الزمن، وإنما فى العوامل الحياتية التى جعلت الزوج يُقسم نفسه بين عدة بيوت كل منها بعيد عن الآخر، وربما فى محافظات متعددة، فكيف يوازن بين متطلبات زوجاته ويعدل بينهن؟\، وهذا الوضع يختلف كثيرا عما كانت عليه الحال فى الزمن الماضى حينما كان البيت الواحد يجمع كل الزوجات، وكن يقتسمن لقمة العيش ويعشن فى ود ووئام وتفاهم. لقد تبدلت الأحوال، وأحسب أن من حق المرأة أن تستمر مع زوجها إذا تزوج بأخرى أو تنفصل عنه بإرادتها الحرة دون أن تكون مجبرة على الحياة بقوة القانون.. أليس كذلك؟