يعود الهدوء تدريجيا إلى «بن قردان» بتونس، بعد هجمات تنظيم داعش فى 7 مارس الجارى على المدينة الواقعة على بعد نحو 550 كيلو مترا من العاصمة . وأخذت الحياة تدب تدريجيا فى المدينة التى هزمت الدواعش بعد اعادة فتح المرافق العمومية إثر انقضاء ساعات حظر التجول صباحا، وهذا باستثناء تأثر النشاط الاقتصادى جراء استمرار إغلاق معبر رأس جدير مع ليبيا على بعد نحو 32 كيلومترا، ومنذ الهجمات التى أعلنت السلطات التونسية أنها كانت محاولة فاشلة لاقامة إمارة لتنظيم داعش فى المنطقة . وكادت الفنادق تخلو من الزائرين الليبيين، وأغلقت محال صرف العملات الأجنبية التى تشغل بكثافة شارعا بأكمله فى وسط المدينة، أما القليل منها الذى فتح أبوابه، فقد وقف أصحابها أمامها ينتظرون دون طائل زبائن لايأتون. وقال "سمير ناجي" الناطق الرسمى باسم نقابة قوات الأمن الداخلى ببن قردان لموفد "الأهرام " الذى وصل المدينة أن الاستقرار عاد بشكل مطلق تقريبا، والمواطنون ملتزمون باحترام حظر التجول بصرامة، ويقدمون كافة أشكال الدعم المعلوماتى واللوجستى للقوات فى مواجهة الإرهاب. وأكد استمرار المداهمات والمطاردات لفلول الدواعش وضبط المزيد من مخازن أسلحتهم، وكشف عن العثور على كميات وصفها بأنها كبيرة من الأسلحة المتطورة بما فى ذلك رشاشات أو المدافع مضادة للطائرات . وقبيل ساعة من سريان حظر التجول مساء أمس الأول، كان موفد الأهرام شاهد عيان على عملية مداهمة منزل فى أحد أزقة حى "الأعباش " بوسط المدينة .وشاهد الأهالى وهم يرقبون نتائج المداهمة التى انتهت بعدم العثور على أى كان فى المنزل .وقد احاطوا القوات المداهمة بمشاعر التضامن والتشجيع . وقال احد افراد القوة المهاجمة انها تلقت معلومات بعودة احد الارهابين الدواعش من الخارج . كما افادت مصادر فى المدينة بأن القوات تمكنت من ضبط ثلاثة ارهابيين تسللوا فى سيارة دفع رباعية عبر الحدود الليبية . وأمضت المدينة ليلة حظر تجول هادئه حتى فجر أمس وفجر أمس الأول. ولم يجر سماع أصوات اطلاق نار فى وسط المدينة على خلاف وقائع استمرت حتى الأحد الماضى ، كما قال شهود عيان بالمدينة. كما تبدت آثار دمار لافته على منزل لأحد مواطنى المدينة ويدعى "أحميد العشى " بالقرب من الثكنة . وقال ال " الأهرام" بأن الارهابيين الدواعش احتلوا منزله قبل ان تتمكن القوات من اخراجهم بعد معركة استمرت ثلاث ساعات .واسفرت عن قتل ثلاثة ارهابيين والقبض على اثنين آخرين . سرادقات العزاء فى شهداء المدينة التى تكبدتهم فى المعركة مع الدواعش " 8 مدنيين و 3 أمنيين" مازالت منصوبة رغم مرور أكثر من اسبوع على رحيلهم . وتنتصب هذه السرادقات داخل الأسوار المحيطة بالمنازل ،كما هو فى حال منزل اسرة الشهيد عبد العاطى عبد الكبير قائد فرقة مكافحة الإرهاب فى المدينة والذى قتله الارهابيون أمام المنزل . أما مقبرة المدينة فقد جرى تخصيص جانب منها لدفن الشهداء معا واصغرهم الطفلة " سارة الموفق" 14 عاما. وقد جمع الأهالى نحو 25 ألف دينار تونسى 12 ألف دولار لتهيئة المقبرة وتزويدها بالشواهد الرخام ،وفق ما ابلغ به " الأهرام " أحد اعيان المدينة الناشط فى المجتمع المدنى " مصطفى عبد الكبير ".