فى سابقة لم يعرفها تاريخ الإرهاب بتونس منذ أولى ضرباته بهجوم قفصة عام 1980 ، عثرت القوات العسكرية الأمنية على مدفع مضاد للطائرات فى مخزن للسلاح تحت الأرض بمدينة بن قردان ، والتى تشهد مطاردات لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابى منذ هجمات الاثنين الماضى. وقد تناقلت وسائل الإعلام فى تونس منذ فجر أمس نبأ العثور على هذا المخزن والمدفع المضاد للطائرات،بما فى ذلك محطات الإذاعة الرسمية . وقالت ان المدفع من عيار 14٫5 مليمتر ويصل مداه الى 18 كيلو مترا وبامكانه اسقاط الطائرات والمروحيات «الهليكوبتر». ويجرى حمله على سيارات رباعية الدفع .وهو نوع شائع الاستخدام فى مناطق الحدود التونسية الليبية . وقالت مصادر مطلعة للأهرام ان تاريخ الضربات الإرهابية فى تونس لم يعرف من قبل تسلح الارهابيين بمثل هذه الأسلحة المتطورة والتدميرية التى كشفت عنها هجمات بن قردان (الآر.بي.جي)، فضلا عن العثور مؤخرا على المدفع المضاد للطائرات . وعلما بأن عملية قفصة فى يناير 1980 كانت قد تسببت فى توتر العلاقات الليبية التونسية زمن الرئيسين معمر القذافى وبورقيبة حين حاولت مجموعة مسلحة قيل إنها محسوبة على طرابلس الاستيلاء على المدينة الواقعة فى الجنوب التونسى والمعروفة بتعدين الفوسفات . ورجحت المصادر أن يكون مثل هذا المدفع المضاد للطائرات قد وصل إلى الإرهابيين الدواعش من ترسانة أسلحة الجيش الليبى زمن العقيد القذافى . وسأل موفد «الأهرام» هاتفيا بلحسن الوسلاتى المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع التونسية عن حقيقة هذا التطور النوعى فى تسليح الدواعش الذين يستهدفون تونس فرفض التعليق على النبأ قائلا :«لم يصدر بيان مشترك بعد من وزارتى الداخلية والدفاع بهذا الأمر» . لكنه قال ل«الأهرام» بأن الوضع ببن قردان فى طريقه للاستقرار مع استمرار عمليات القوات العسكرية والأمنية للكشف عن مزيد من العناصر الإرهابية ومخازن الأسلحة المخبأة .وأضاف أن هناك تأهبا عسكريا وأمنيا للتدخل عند أى حدث طارئ ولمواجهة أى تهديدات محتملة. ووصف «الوسلاتى» تعاون أهالى بن قردان مع العمليات العسكرية والأمنية بأنه ممتاز. وأضاف ان عمليات مطاردة الإرهابيين تجرى بتوجيه وبمعلومات من سكان المنطقة . ومن جانب آخر دفعت القوات العسكرية والأمنية بتعزيزات لمحاصرة المناطق الجبلية فى ولايات القصرين وسيدى بوزيد قفصة بالوسط الغربى للبلاد ، وذلك تحسبا لنزول الإرهابيين المتحصنين بها للقيام بهجمات على المدن بغرض التخفيف من عمليات المطاردة الأمنية المستمرة لرفاقهم فى بن قردان .