أود أن أوجه تحية خاصة إلى د. آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة فى جامعة الازهر التى ملكت شجاعة إعلان ضرورة تعديل قانون إزدراء الأديان، لأن القانون ينطوى على قدر كبير من المغالاة يهدد حرية الرأى ويتوسع كثيرا وعلى نحو فضفاض فى توصيف تهمة الازدراء وتطبيقها على حالات لاتخرج عن حدود النقد المباح..، ولهذا السبب قدمت الاستاذة الفاضلة اعتذارها إلى فاطمة ناعوت رغم أن فاطمة تكاد تكون فى سن حفيدتها!. والحق أن فاطمة ناعوت كاتبة مصرية حتى النخاع، أخص ما يميزها انها تنتج أدبا أنثويا يتميز بالجرأة والصراحة، يعبر عن مشاعر المرأة المصرية واصرارها على التحرر من القيود التى تكبل حريتها..، وأظن ان صوت فاطمة ناعوت الزاعق فى بعض الأحيان هو تعبير واضح عن رفضها إصرار المجتمع على أن يكون صوت المرأة خافتا، تستأذن قبل ان تطلب وتطلب السماح بدلا من أن تطالب بالحقوق، ولأن فاطمة ناعوت لاتستأذن أحدا قبل ان تبوح بمكنون أفكارها فهى تشكل دائما عنصر شغب فكرى يختلف حول آرائها الكثيرون، وربما لم تنجح فاطمة ناعوت فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة عن دائرة مصر الجديدة لأنها كانت أكثر وضوحا وصراحة فى التعبير عن أرائها..، ومع ذلك فان فاطمة ناعوت صوت صحيح ينبغى أن يكون موجودا وعاليا، لا يتعرض للقهر أو المنع لأنه صوت المرأة المصرية العصرية فى الزمن المقبل. لكن قضية فاطمة ناعوت لا يمكن التعامل معها بمعزل عن أزمة الثقة بين مؤسسة الازهر والمثقفين المصريين التى تزداد اتساعا بسبب غياب حوار صحيح ينجز توافقا بين كل الأطراف على مبادئ عامة تحفظ للدين قدسيته وللازهر كرامته وتحافظ على حرية الرأى والابداع وحق المثقفين فى استخدام عقولهم فى تفسير النص الدينى فى اطار يحفظ مصالح العباد وينقى الفكر الاسلامى من شوائب التطرف والعنف. صحيح أن الأزهر لا دخل له بصورة مباشرة فى قضية فاطمة ناعوت وقضية إسلام البحيرى رغم اختلافهما لأن الأزهر لا يلجأ إلى هذا النهج، لكن العلاقات غير الصحيحة بين الأزهر والمثقفين تنتج مناخا غير ملائم يتيح للادعياء والمنافقين والمتشددين فرصة الدعوة إلى تكبيل حرية الرأي، والإستخدام السيئ لدعاوى الحسبة، والإساءة إلى صورة الإسلام ومواقف المثقفين. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد