جاءت مناسبة الذكرى الخامسة لأحداث الخامس والعشرين من يناير 2011 مؤكدة أن غالبية الشعب المصرى ينتصرون للدولة المصرية ضد أعدائها وأن المصريين قد استوعبوا درس السنوات الخمس العجاف الماضية استيعابا جيدا رغم أن هذه الغالبية خرجت وتعاطفت مع دعوات التغيير والإصلاح التى انطلقت بعفوية ونقاء قبل أن يختطفها المحترفون من سرادق الانتفاضات والاحتجاجات والثورات إذا جاز الأخذ بمسمى الثورة. انتصر المصريون للفكرة والمعنى من أجل استعادة الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية والبناء تحت مظلة عقد اجتماعى جديد تتحدد فيه العلاقات والتعاملات وفق مباديء الدستور ونصوص القانون بعيدا عن أى تصنيف ودون أى إقصاء من خلال توافق مجتمعى يحصر «أعداء الدولة» فقط فى الذين يحملون السلاح ويمارسون العنف ويصرون على مواصلة ترهيب المجتمع وإرعابه. جاءت الذكرى الخامسة ل 25 يناير لتؤكد مجددا أن المصريين يميلون للاعتدال والوسطية ولا يستجيبون لدعوات التهييج والرغبة فى إثارة الفوضى مهما تكن درجة التباين فى الرؤى الأيديولوجية أو الانتماءات الفكرية فالكل بات مدركا من دروس السنوات الخمس العجاف أن الملاذ الآمن لكل الفئات والتيارات هو وجود الدولة ورسوخها لأن البديل ليس خطرا داهما فحسب وإنما هو كابوس مخيف ومرعب مازالت دول شقيقة ومجاورة تعانى من إزعاجاته المتواصلة عاما بعد عام. وليس معنى ذلك أن اعتدال المصريين وميلهم إلى الوسطية يمثل تفويضا على بياض لأجهزة الدولة وإنما يعنى ارتضاء الشعب لقواعد الحساب المتعارف عليها فى حال حدوث أية تجاوزات تمارسها السلطة خارج إطار الدستور والقانون من خلال الصلاحيات المنصوص عليها فى الدستور للسلطات الرقابية والتشريعية وفى مقدمتها مجلس النواب. والخلاصة أن الذكرى الخامسة شهدت سقوطا مريعا لأعداء الدولة الذين أمضوا الشهور والأسابيع الأخيرة فى التحريض بدعوى أن الشعب مهيأ لموجة ثورية جديدة فى هذه المناسبة فلما صفعهم الشعب المصرى تحولت شاشات الدوحة واسطنبول إلى ما يشبه مآتم العزاء والرجوع إلى الخلف اضطرارا بالقول بأن الثورة لا تندلع فى يوم محدد ولا فى ميدان بعينه متناسين كل الهراء الذى نطقوا به مهددين ومتوعدين... ويا حمرة الخجل التى افتقدوها فى اليومين الأخيرين بعد أن صفعتهم إرادة المصريين المنتصرة للدولة المصرية! خير الكلام: ألم تر أن العقل زينة لأهله.. وأن كمال العقل طول التجارب! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله