شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حملة مداهمات واسعة النطاق لمنازل الفلسطينيين في العديد من أحياء وبلدات مدينة القدسالمحتلة، اعتقلت خلالها أكثر من 20 مقدسيا بينهم طفلة قاصر، واقتحمت بلدة العيسوية وسط القدس واعتقلت 8 فلسطينيين. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت مساء أمس الاول الطفل عمر من حارة السعدية داخل البلدة القديمة، والطفلة شروق مزعرو 15 عاما، من مخيم شعفاط وسط القدسالمحتلة، كما اعتقلت 4 قاصرين من حي جبل الزيتون/الطور، وسلوان، ومخيم شعفاط.و تم اعتقال 6 آخرين في المنطقة نفسها . و في هذه الاثناء، أصيب طالب فلسطيني بعيار ناري، وآخرون بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، وبحالات إغماء خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت عوا غربي الخليل. وقالت مصادر الإسعاف والطوارئ الفلسطينية إن طالبا فلسطينيا في السادسة عشرة من عمره، أصيب برصاصة في صدره، وتم نقله إلي مستشفي الأهلي بالخليل، ووصفت حالته بأنها حرجة. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، مساء أمس الاول، منازل الشهيدين الفلسطينيين والمصاب بجروح خطيرة، الذين نفذوا عمليتين منفصلتين في وقت سابق. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الاسرائيلي الخاصة اقتحمت منزل الشهيد أبوجمل في جبل المكبر، وعاثت في المنزل خرابا وفتشت محتوياته وحطمت أثاثه، وأثناء اقتحامها اعتقلت أحد أقرباء الشهيد، كما اقتحمت منزل الشهيد عليان في جبل المكبر وفتشت محتوياته قبل أن تعتقل شقيق الشهيد حسام عليان. ومنزل المصاب بلال أبو غانم . ومن جانبه ،أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) أهمية وحدة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة، ووقوفه صفا واحدا في نضاله المشروع في الدفاع عن مقدساته، وحقه في الحرية والاستقلال. وقال الرئيس الفلسطيني في رسالة وجهها أمس إلي الشعب الفلسطيني بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية التي تصادف اليوم - إن شعبنا الذي أثبت جدارة في دفاعه عن حقوقه ومقدساته، وإصراره علي تمسكه بحقوقه الوطنية غير المنقوصة، مازال يمد يده من موقع الاقتدار، والإيمان العميق بالتعايش، ونبذ العنف، لاستئناف عملية سلام حقيقية تكلل بالتوصل لاتفاق نهائي، يضمن تنفيذ حل الدولتين وقيام دولة فلسطين علي جميع الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين علي أساس مبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية، والإفراج عن جميع الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وشهدت مدينة بيت لحم الفلسطينية، وبلدتا بيت جالا وبيت ساحور وقري ومخيمات المحافظة اليوم الأربعاء، إضرابا شاملا حدادا علي استشهاد معتز إبراهيم زواهرة ، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.وكان الشاب زواهرة قد استشهد مساء أمس الاول إثر إصابته برصاص في الصدر خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند المدخل الشمالي لبيت لحم. وعم الإضراب - الذي دعت له لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم - المحال التجارية والمدارس والجامعات، وبدت الشوارع شبه خالية من السيارات.ومن المقرر أن يشيع جثمان الشهيد زواهرة بعد ظهر أمس إلي مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بقرية ارطاس جنوب بيت لحم. وفي رام الله ،حذرت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني من أن قرارات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة بخصوص قمع سكان مدينة القدسالمحتلة ستؤدي إلي مزيد من التصعيد والعنف وتدهور الأوضاع الأمنية. وأوضحت حكومة الوفاق -في بيان لها أمس - أن الهدف من القرارات الإسرائيلية هو التضييق علي المقدسيين بصورة خاصة لجعل حياتهم لا تطاق وصولا إلي تهجيرهم من المدينة ، مؤكدة أن هذه القرارات تشكل خرقا واضحا للقانون الدولي فيما يخص وضع الأرض الفلسطينيةالمحتلة ومدينة القدس. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية «الكابينت» قد أقر طلب وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، عدم إعادة جثث الشهداء الفلسطينيين منفذي الهجمات ضد إسرائيليين إلي عائلاتهم. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس أن مجلس الوزراء يدرس إمكانية قيام جيش الاحتلال بدفن منفذي العمليات في أماكن خاصة.وأشارت إلي أن أردان أكد ضرورة عدم السماح بإقامة جنازات لمنفذي الهجمات.مشيرا إلي أنها «سرعان ما تصبح مظهرا من المظاهر المؤيدة للإرهاب والمحرضة علي القتل» (حسب زعمه). وأعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو «أن الحكومة الامنية قررت عدة اجراءات للتصدي للارهاب بينها خصوصا السماح للشرطة باغلاق أو فرض حظر تجول في أحياء بالقدس في حال حدوث احتكاكات أو تحريض علي العنف». واضاف البيان «سمحت الحكومة خصوصا علاوة علي هدم منازل الارهابيين، بعدم السماح باي بناء جديد في المنطقة المعنية، ومصادرة املاك الارهابيين وسحب ترخيص الاقامة في اسرائيل». وكان نيتانياهو توعد أمام البرلمان باستخدام «كافة الوسائل التي نملك لاعادة الهدوء».