آن الأوان أن نعود إلي التوحد, والالتفاف حول هدف واحد حتي لايعود النظام السابق متخفيا في نسخة جديدة, وحتي نحافظ علي مكاسب الثورة. فليس معقولا ان تبقي دوامة التشتت إلي الابد, وليس مقبولا ان يفرض حزب ما أو جماعة أو تيار رأيه علي كل المصريين. نحن في اشد الحاجة إلي المصالحة, وجمع الشمل, وتوحيد الكلمة, والتقريب بين وجهات النظر, وعودة روح الثورة, فهي اقصر الطرق إذا اردنا تحقيق الاستقرار وعودة الأمن إلي الشارع الذي أصبح حاله لايسر أحدا, ولتكن تجربة جنوب افريقيا في التصالح بين فرقها ماثلة امام أعيننا حتي تدور عجلة الانتاج, ونتفرغ جميعا للعمل والبناء, والتعمير علي اساس متين من الود والمحبة بين المصريين كفانا اختلافا, ورؤي متباعدة وكفي تقسيما للمجتمع, وتخوين نصفه للنصف الآخر, هذا يطرح رأيا, وذاك يبادر بانتقاده, فلنناقش الرأي بالمنطق والحجة في إطار وطني صادق لمصلحة مصر. كارثة ان ينقسم المجتمع شيعا وطوائف وتيارات سلفيا واخوانيا وليبراليا وعلمانيا وفلولا, وليس عيبا وجود كل هذا ولكن الخطر ألا تجمعهم جميعا مظلة مصر الواحدة. لقد حان الوقت لتغليب المصلحة العامة للوطن, والإسراع في إعداد الدستور, واختيار رئيس الجمهورية. وعلي كل مصري أن ينسي ذاته, وانانيته ومطالبه الشخصية في هذه المرحلة الحرجة, وان يمد يده إلي أخيه المصري الشريك له في الوطن, وذلك لتحقيق تعاون أكيد ووحدة هدف لإنقاذ الوطن والخروج بمصرنا من تلك المرحلة الحرجة والخطيرة في تاريخها بل والفريدة في ظروفها. الطريق الصحيح بدايته ان نتخلص من عادة التخوين والاتهامات والبحث عما يدور في النفس والضمائر. كلنا وطنيون كل يبدي رأيه أو يفعل ما تمليه عليه قناعاته, أو يعمل مايراه أنه طريق الخلاص لمصر في مواجهة المشكلات والنهوض من كبوتها والانطلاق نحو الدولة القوية المدنية والديمقراطية. وهنا لامجال للمتاجرة, او اتخاذ المواقف والقرارات حسب الأهواء. إن شعب مصر استوعب الدرس وبات قادرا علي الاختيار دون وصاية أو توجيه من أحد, ولو شعر بان هناك من يعبث بإرادته لن يتواني عن الثورة مجددا مهما كلفه الأمر فمن ذاق طعم الحرية لن يستعبد من جديد ولو كان الثمن حياته. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد