" الأختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية " أود لو أستطيع أن أقابل الأستاذ أحمد لطفي السيد وأن أستمحيه عذراً على إقتباسي لمقولته الشهيرة والتي قالها منذ ما يقرب من المئة عام لأعود وأقولها اليوم بمناسبة ماتشهده مصر الأن وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي شهد العالم أجمع بأنها من أعظم ثورات العالم في التاريخ والتي قامت بإسقاط حكم الطغاة والمفسدين بعد أن سيطر اليأس والأحباط على الجميع وبدأ يفقد الأمل في التغيير والتي كان من أهم أسباب نجاحها هى وحدة صفوف المصريين بمختلف فئاتهم الشباب والرجال؛النساء والأطفال؛ المسلمين والمسيحين وبعد أن نجحت الثورة إنفجرت حالة من الحراك السياسي والمجتمعي والتي لم تشهدها المنطقة العربية بأسرها من قبل وبدأ العديد من التيارات والتوجهات السياسية والفكرية في طرح ما لديه من أفكارو رؤى وأهداف وطموحات وإني لأرى في هذه الحالة من التعددية والأختلاف الكثير والكثير من الصحية والفائدة للوطن طالما أنها داخل نطاق الحوار مع الألتزام بمبدأ السلمية . ولكن مايحزنني فعلاً ما أراه اليوم من حالة أستقطاب وشد وجذب بين تيار وأخر بين تخوين وتخويف وتكفير بين" غزوة الصناديق " و " الخيانة الوطنية " بين ما يشير بإصبع الأتهام إلى الأخر متهماً إياه بالكفر والإلحاد وبين الأخر الذي يصفه بالجهل والرجعية والتطرف ونسينا جميعاً مدى قوة وحدة الصف ونسينا جميعاً أنه بإختلاف أفكارنا وتوجهاتنا سواء كنت ليبرالياً أو اشتراكياً أو علمانياً أو سلفياً أو إخوانياً أو أهلاوي أو حتى زملكاوي مسلماً كنت أم مسيحي أننا جميعا نطمح إلى مستقبل أفضل لهذا الوطن ولكن كلاً منا يرى هذا المستقبل وفقاً لتوجهاته وأفكاره ومن الطبيعي أن يكون كلاً منا مختلفاً عن الأخر فهذه سُنة الخلق وأن يكون لكلاً منا أفكار و رؤى مختلفة عن الأخر ولكن يجب علينا جميعاً أن نتوافق وأن نجتمع على كلمة سواء وهى أمن وأستقرار ونهضة هذا الوطن يجب أن نتحاور ونتفق على مباديء أساسية نرتضيها جميعاً لنحقق ما نطمح إليه ولنكمل ما عزمنا على القيام به لا بد وأن نعود جميعاً أيها المصريين " إيد واحدة "