أكتب هذا المقال بكل فخر وسعادة وذلك لأنى أكتب عن جيل أنتمى إليه، جيل صنع لهذا البلد ما يعادل ما تم تحقيقه خلال حرب أكتوبر المجيدة، أتحدث هنا عن مجموعة كبيرة من الشباب الذين كان عصر الفساد والاستبداد يطمث ظهورهم ووجودهم، ولم يكن لهم أى فرصة للتعبير عن الرأى أو حتى كينونتهم كمواطنين مصريين لهم من الأفكار والتصورات ما يمكن إفادة هذا البلد به. الجيل هو جيل يناير الغراء جيل تخطى الحواجز الأيديولوجية والعقائدية وأى موانع تمنعهم من التواصل مع باقى أبناء مجتمعهم المختلفين معهم فكريا وعقائديا دونما أن ينكر أى منهم انتماءاته الفكرية أو الأيديولوجية، جيل يضم شبابا ليبراليا وعلمانيا وسلفيا وإخوانيا ويساريا وشبابا مثقفا وعلى درجة من الوعى تسبق سنهم الحالية بعقدين من الزمان، ولعلك قارئى العزيز تتابعهم ليل نهار، خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئى منها والمكتوب والمسموع. أحدثكم هنا عن إبراهيم الهضيبى ومحمد نور وشادى الغزالى حرب وناصر عبدالحميد وإسراء عبدالفتاح ونوارة نجم وخالد تليمة وأحمد عيد وعمرو صلاح وإسلام لطفى وغيرهم من الشباب الذى أخشى لو استمررت فى سرد أسمائهم أن أنسى ذكر البعض منهم عن جهل أو سهو، وأعتقد تمام الاعتقاد أن هذا الجيل لو أتيحت له الآن فرصة القيادة وتصدر المشهد السياسى لأنتجنا حياة سياسية بعيدة عن الأمراض الأيديولوجية الماضية المريضة، التى تعيق تقدم المجتمع بل وتعيق التواصل الاجتماعى والفكرى بين أبناء الوطن الواحد. ولا يجب أن يفهم من كلامى هنا أننى أدعو إلى تنحية كبار السن تماماً عن المشهد سواء السياسى أو الاجتماعى أو الثقافى، بل أعنى هنا أن يتم حدوث شراكة حقيقية بين عناصر من الأجيال السابقة تملك وعيا ومعرفة وخبرات غير مشوهة أو مريضة بأمراض النظام السلطوى الذى عاصروه، وبين جيل من الشباب الحالى الذى يملك من الوعى والإدراك ما يجعله شريكا يحترم ويعتمد عليه، ودعونى هنا. وأنا أكتب عن هذا الجيل أن أثمن جهود وأفعال الكثير من أصحاب الخبرات من الكبار سنا ومقاما، الذين يساعدون هؤلاء الشباب ويتيحون لهم الفرصة للمشاركة الفعالة والحقيقية، سواء بإتاحة المجال لهم للكتابة والتعبير عن آرائهم أو خوض انتخابات نقابية وبرلمانية لترسيخ مفهوم للشراكة والقدرة على اتخاذ القرارات، ونهاية عزيزى القارئ، فلو كنت من أبناء جيل الانتصار فلتفخر بالانتماء له ولو كنت من الأجيال السابقة، فعليك واجب نقل خبراتك لهذا الجيل.
