راحت السيدة أم كلثوم تشدونا «يا ليلة العيد آنستينا.. وجددتى الأمل فينا « ، كما اعتادت أن تطل علينا كل عيد ، وبرغم أنها احتفظت بنفس حلاوتها ، الا أنها لم تعد تملك اطراب البعض ، أو ربما تاهوا عنها وسط مسئولياتهم التى أثقلت كاهلهم، وشغلتهم عن الأنس بليلة العيد ، لقد كانوا يجوبون كبرى المكتبات وسوق «الفجالة» بحثا عن أقلام وكراسات رخيصة ، بعد أن اقتنوا شنطهم المدرسية ذات الجلد المتين ،وكانوا يكملون ماينقصهم من زيهم المدرسى ، وكانوا يقتصدون فى شراء «لحمة «العيد استعدادا لتجهيزات العام الدراسى الجديد ومصاريف المدرسة . نوال أم لطفل فى الصف الخامس الابتدائى تقول ذهبت استعدادات المدارس ومصاريفها الكبيرة بفرحة العيد ، ففى الوقت الذى تسعى جميع الأسر فى العالم الاسلامى الى الاستعداد للاستمتاع بالعيد ، جاء التحضير لبدء العام الدراسى بعد انتهاء اجازة العيد مباشرة ليلفت أنظارنا عن الاستغراق فى التحضير للاستمتاع بالعيد ، وتستطرد نوال ، حاولنا اقتناء كل شيء قبل حلول العيد ، لكن لا يخلو الأمر من سهو ، فقد نسيت شراء رباط «المقلمة والزمزمية « أما محمود ولى أمر رنا الطالبة بالصف الثالث الاعدادى ، فيقول اضطررت لتخفيض مشترياتنا من حاجيات العيد ونفس الأمر فعلته مع ابنتى ،فقد خفضت مشترياتها الخاصة بالعام الدراسى الجديد حد الكفاف ، لأوازن بين المناسبتين، ففى الوقت الذى على أن أشترى فيه «لحمة العيد « وأدفع «عيدية العيد « ، أكون مكلفا أيضا بشراء الزى المدرسى وشنطة المدرسة أيضا والأدوات المدرسية ودفع المصروفات الدراسية ومايعقبها من مصروفات دروس خصوصية ، ويضيف محمود أن كل ذلك دفعنى لتقليص مشترياتى والاكتفاء ببعض منها سواء للعيد أو للمدرسة لتزامنهما معا وعلى الجانب الآخر اعتبر أحمد طالب الثانوى أن العيد هو الفرصة الأخيرة بالنسبة للطلاب للاستمتاع وقضاء آخر اجازة قبل بدء العام الدراسى ، وتورطهم بالمذاكرة ومواعيد مراكز الدروس والمدرسة ، قائلا انه سيسعى لاستغلال هذه الأيام فى محاولة اسعاد نفسه جيدا حتى يبدأ عاما دراسيا جديدا يملؤه التفاؤل بينما رأى سامى طالب الاعدادى والمغترب من محافظة سوهاج مع أهله ، أن دخول المدارس بعد اجازة العيد مباشرة ، لن يمكن عائلته من العودة الى ذويهم للاحتفال معهم بالعيد ، خاصة أنها أيام قلائل وتبدأ الدراسة فلا داعى للسفر ، قائلا :ولا أخفى عليكم أننا أولى بتكاليف السفر لسد احتياجاتنا الخاصة بالعيد وكذلك بدء العام الدراسى ومايترتب عليه من مصروفات ، خاصة مع ارتفاع أسعار المعيشة هذه الأيام وموجة الغلاء .