ستتعافي البيئة من أمراضها المزمنة في بقعة من أرض مصر وتفاجئنا الإسكندرية خلال السنوات الخمس القادمة بمشروع بيئي ومدينة مستقبلية وخطوة جريئة علي الطريق نحو كسر شوكة التدهور البيئي المحيط بنا من كل جانب ذلك هو مشروع تحويل مدينة برج العرب الجديدة لأول مدينة صديقة للبيئة في مصر. تتبني الجامعة المصرية اليابانية بالإشتراك مع الحكومة الفنلندية هذاالمشروع القومي, وبدأ باحثو الجامعة بمشاركة وفد من معهد البحوث الفنلندي في وضع دراسةجدوي المشروع بتكلفة5 ملايين جنيه منحة من الحكومة الفنلندية, ويستغرق تنفيذه من خمس إلي سبع سنوات. يقول الدكتور أحمد بهاء خيري رئيس الجامعة إنه عقد مؤتمرا الأسبوع الماضي, لوضع خارطة طريق للمشروع حضره الدكتور عصام خميس رئيس مدينة البحوث العلمية والتكنولوجية ببرج العرب ومندوبون من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي( الجايكا) والدكتور يحيي المحجري مستشار الجامعة للطاقة والبيئة ومنسق الندوة وباحثون من معهد البحوث الفنلندي ولفيف من أساتذة الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ومندوبو الصناعة بالمدينة والجمعيات الأهلية المختلفة. وقدم أساتذة الجامعة والباحثون الفنلنديون رؤيتهم للطرق والتكنولوجيات المختلفة التي يمكن تطبيقها للوصول بمدينة برج العرب إلي مدينة صديقة للبيئة. ويقول الدكتور يحيي المحجري إن المشروع يتضمن عدة مراحل, وأن المرحلة الحالية هي إعداد وثيقة مشروع للقيام بدراسة جدوي لإختيار التكنولوجيات, وإعداد برنامج لتدريب كوادر الجامعة علي طرق وتكنولوجيات إنشاء المدن الصديقة للبيئة. يلي ذلك مرحلة تدريب الكوادر, واقتراح جدول زمني للقيام بالأنشطة المختارة وفوائدها الإقتصادية والإجتماعية والبيئية وتكاليف كل منها لطرح كل ذلك علي الهيئات والدول المانحة, لبدء المرحلة التالية وهي مرحلة التنفيذ. وأضاف أن الرؤية الحالية تتضمن تنفيذ المشروع علي ثلاث مراحل تستغرق كل مرحلة منها ثلاث سنوات أو أقل حسب التمويلات المتاحة. ويقول الدكتور أحمد بهاءخيري إن الجامعة بدأت بالفعل في إجراء بحوث ميدانية لجمع البيانات المتعلقة بالنشاط الصناعي الذي يستهلك طاقة أو مواد صناعية أو ينتج عنه إنبعاثات ومخلفات وعوادم للوصول إلي حسن إدارة المخلفات والطاقة, حيث تقدم الجامعة خطة متكاملة لتعظيم العائد وتقليل الإستهلاك في الطاقة والصناعة مما يؤدي إلي خفض سعر تكلفة المنتج وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث البيئة, وذلك من خلال إستغلال الطاقات البديلة التي تتمتع بها مدينة برج العرب مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية التي تمتاز بأنها إقتصادية ولا تتسبب بتلوث البيئة بحيث يتم تحويل هذه الطاقات إلي طاقات كهربائية أو حرارية من أجل توفير الكهرباء لأغراض الإضاءة وتكييف الهواء والأجهزة المنزلية وتوفير الطاقة الحرارية للعمليات الصناعية. وأوضح أنه سيتم إنتاج المواد البوليمرات صديقة البيئة إقتصاديا والتي تدخل في صناعة الرقائق والأكياس والممكن تحللها بيئيا بإستخدام تطبيقات متطوره لتكنولوجيا النانو دون نتائج سلبية. وبالنسبة لوسائل المواصلات التي ينتج عنها عوادم ضارة بالبيئة أوضح خيري أنه سيتم توفير البنية التحتية لنظام معلوماتي متكامل بإستخدام التكنولوجيا الحديثة لإدارة مدينة برج العرب الجديدة كمدينة خضراء تتمتع بنظام ذكي للمرور يشمل أيضا محور التعمير من وإلي مدينة الإسكندرية ويعمل النظام بواسطة محطة الطاقة الشمسية المزمع إنشاؤها بالجامعة المصرية اليابانية بالإضافة إلي طاقة الرياح وبالنسبة للتخطيط العمراني أوضح خيري أن الجامعة بصدد دراسة تقييم السلوكيات الحالية للأفراد واقتراح برامج تدريبية وتثقيفية للفئة المستهدفة, علي الجانب الآخر فإن المدينة الخضراء( صديقة البيئة) كمايقول الدكتور يحيي المحجري ستتميز مدينة المستقبل في برج العرب بنمط عمراني موحد يتم إختياره بما يناسب البيئة. كما سيتم توفير سبل الراحة من حيث الترفيه وأداء الخدمات للمواطنين. وأضاف أنه تم تكوين فرق بحثية من الجامعة والمعهد في عدة مجالات لهذا الغرض وهي التخطيط العمراني وإدخال التحسينات علي المباني الموجودة حاليا, تطبيق التكنولوجيا الخضراء في صناعة البترول والبتروكيماويات, الطرق الحديثة لمعالجة وإعادة تدوير مياه الصرف الصناعي والصحي, طرق تحديث قطاع الخدمات لرفع كفاءته, إستخدام وسائل النقل صديقة للبيئة داخل المدينة كالدراجات وبين المدينةوالإسكندرية, إستخدام تكنولوجيا المعلومات لدعم الفرق البحثية المختلفة لتطبيقها في قطاع النقل وأخيرا جمع وفرز المخلفات الصلبة وإعادة تدويرها والإستفادة الكاملة من محتوياتها بإستخدام التكنولوجيات الحديثة المتوافرة حاليا. وتضم الفرق البحثية مندوبين من جمعية المستثمرين ببرج العرب وجهاز المدينة ومحافظة الإسكندرية والجمعيات الأهلية, وبعض الأساتذة والباحثين من مراكز البحوث والجامعات المصرية. وبرج العرب هي إحدي مدن محافظة الإسكندرية وقد ضمت إليها بقرار جمهوري عام1990, أما برج العرب الجديدة فهي مدينة صناعية سكنية من مدن الجيل الأول في مصر وتتبع حي مركز ومدينة برج العرب وتبعد عن شاطيء البحر المتوسط7 كيلو مترات وتتميز بوقوعها علي أرض مرتفعة, وقد حباها الله عدة طاقات بديلة تؤهلها لتكون صديق للبيئة مثل الطاقة الشمسية والطاقة المستخرجة من المخلفات العضوية بالإضافة لطاقة الرياح وكلها طاقات إقتصادية, ولاتتسبب في تلوث البيئة.