على الرغم من شكاوى الجمهور المتابع لمسلسلات وبرامج رمضان من الإعلانات الكثيرة التي تعكر صفوهم آثناء المشاهدة والفواصل الإعلانية التي زادت هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة ، فإن العديد من خبراء الإعلام يرون أن لكثرة الإعلانات فائدة رغم تذمر الجمهور منها وهي دليل على وجود إستقرار إقتصادي ، لأن أصحاب رؤوس الأموال والمنتجين للسلع لن يقوموا بعمل إعلانات ضخمة وهم يعانون كساد أو خسائر ،ولن يراهن أصحاب الشركات والمصانع العالمية الكبرى على البحث عن مستهلك وهم يعلمون بأن الإقتصاد متدهور والمشاهدين مفلسين مالياً، وهو ما أكدته د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام وعميد المعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق وقالت: بالرغم من التحديات الإقتصادية التى تعيشها مصر إلا أن أبلغ دليل على الإستقرار الإقتصادى هو هذا الكم الكبير من الإعلانات التى شهدتها الشاشات المختلفة خلال شهر رمضان، والتى ذادت عن مثيلاتها فىالعام الماضى بنسبة 30٪. ولم نكن نتوقع هذا الكم الهائل من الإعلانات التى جاءت بالسلب على المشاهد والدراما، ولكنها من وجهة النظر الإقتصادية فهى مؤشر إيجابى يشير إلى أننا تجاوزنا بعض المشكلات الإقتصادية لأن السوق الإعلانى الرواج الذى يشهده مرتبط بالتنمية الإقتصادية، كما أن حجم الإسثمار فى السوق المحلى على الشاشات من جانب الشركات والمؤسسات الإعلانية يدل على الرواج الإقتصادى ويدر دخلا فى نفس التوقيت، وأعتقد أن درجة النمو الإقتصادى قد تقاس بهذه الحركة . وأضافت د.هويدا: لابد أن نضع هذا المعيار فى الإعتبار فبرغم التأثير الذى عاناه المشاهدون من كثرة الإعلانات إلا أنها تعكس درجة النمو الإقتصادى فى المجتمع والتى أصبحت بالطبع أفضل. وحول الموضوع قال د.رفعت الضبع أستاذ الإعلام والبروتوكول : طبقاً للعديد من الأبحاث وطبقاً لعين المشاهد هذا العام بلغت دقائق الإعلانات معدلات قياسية ، وكثرة الفواصل ملحوظه وكما أنها تضايق المشاهد إلا أنها مفيدة للجانب الإقتصادي فوجود صراع بين أصحاب السلع على الفوز بالمشاهد دليل على وجود مناخ إقتصادى مستقر بعيد عن الكساد والإنهيار الذي يتحدث عنه البعض ممن يطلقون على أنفسهم خبراء ويعزفون على وتر الإنهيار الإقتصادى منذ فترة. وأضاف : لاحظت أيضا إعلانات كثيرة على شاشة ماسبيرو ، وهي خير دليل على تعافيه هو الآخر وعودة ثقة المشاهد فيه، فأصحاب الشركات ورؤوس الأموال لا يجاملون ، ولو كانت قنوات ماسبيرو لاتحظى بمشاهدة كبيرة لما أعلن على شاشاتها المعلنون ولانصرفوا عنها، وأكثر الجوانب المضيئة التى لمستها هى وجود إعلانات عن منتجات وصناعات مصرية أعادت لنا الثقة فى الصناعة المصرية وإستمراريتها التى أتوقع أن تزيد في الأيام المقبلة بإذن الله وقال د. يوسف الملاخ عميد الاكاديمية الدولية لعلوم الاعلام : لدى نظرتين للإعلانات في رمضان إحداهما سلبية والأخرى إيجابية، السلبية تكمن في كثرة الإعلانات وكثافتها المبالغ فيها والتى جعلت الكثير من الجمهور يكلون منها ويشتكون، أما الجانب الإيجابى فهو رسالة الطمأنينة التي بثتها تلك الإعلانات بالكم الذى لم يتكرر من قبل ويشير إلى تعافى إقتصادنا ووجود مناخ إقتصادي مستقر أكثر من ذي قبل ، وهي خطوة مهمة للنهوض بالإقتصاد المصرى الذي شهد في الأعوام الأخيرة تعثرات نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد. ويقول د.إبراهيم عبد الله أستاذ الإقتصاد: بالفعل كثرة الإعلانات التى شاهدناها فى الدراما الرمضانية تؤكد ضخ رؤوس أموال كثيرة بالإضافة إلى دخول محققة للشركات الإعلانية والقنوات التليفزيونية، ولكن أين المسئولية الإجتماعية لكل من إستفاد من هذا الرواج الإقتصادى وحقق الربح، فلابد من معاملة ضريبية خاصة تتفق مع هذا الكم من الإعلانات والذى يدل على رواج وإستقرار إقتصادى يجب أن يتبعه تحقيق لجانب المسئولية الإجتماعية.